الفصل الثامن
(نريد أن نعرف من هو صاحب السيجار)
صورة وُجدت في أحد بيوت حي الجمالية بمصر، يقال أنها منسوبة لأنس الفراس.
مخدع براء القاسمي ....
تقلبت ببطء في نومها، وتلقائيا مدت يدها لتتأكد من إحكام الغطاء حول جسد سارة التي تجاورها دائما في الفراش، لكن يدها سقطت فوق الفراغ، طارت عينها مفتوحة على آخرها ثم استقامت بعبوس تبحث عن الصغيرة:
-سارة!
نادت في الغرفة المظلمة إلا من قنديل في طرفها يعطي اضاءة لا بأس بها كي لا تخاف سارة، لكن لا مجيب، فزاد خوف براء خصوصا وأن الصغيرة تخاف الليل، وإذا أرادت شيء كانت توقظها دائما، لذا رفعت غطائها بسرعة وخرجت من الفراش بغلالة نومها الساترة، ثم بنداء خافت خطت خارج مخدعها وهي تدور بعينها في الانحاء الفارغة بينما عقلها يحاول أن يخمن أين ذهبت الصغيرة، نظرت للمخدع المقابل الخاص بأخيها الزعيم لكنها أسرعت بتنحية هذا الاحتمال ثم بدأت تهبط درجات السلم وهي ماتزال تنادي اسم سارة بخفوت.
ساحة الدار كانت مستنيرة فقط بضوء القمر الخفيف، سمعت براء صوت باب يُفتح ناحية الجناح الشرقي حيث يقع مخدع أخوها زكريا وأمها.. ماذا يمكن أن تفعل سارة هناك في مثل هذا الوقت؟ .. فكرت باستغراب قبل أن تخطو بقدمها العارية على البلاط البارد متجهة ناحية السلم الآخر وصعدته بحذر، كان مماثلا تماما للجناح الغربي حيث يقع مخدعها ومخدع الزعيم وشاهين، ففي آخر الممر قبع مخدع زكريا وزوجته، وأمامها مباشرة كانت الغرفة التي كان من المفترض أن تكون لأولاد زكريا، ثم على اليمين أكبر الأبواب الخاصة بمخدع أمها، والذي كان مواربا وتسلل من خلفه خيط ضوء، بخطوات صامتة توجهت نحوه وأطلت برأسها لترى مشهد نادر الحدوث، كانت الصغيرة ملتفة داخل حضن أريحا التي لم تتخلى عن غطاء رأسها حتى في مخدعها، فقط خففته قليلا فخرج من جانبيه بعض الشعر الأبيض، بصوت خفيف نادتها أمها:
-تعالي يا براء.
تورد وجهها حينما لمحتها أريحا، ففتحت الباب لأقصاه وتقدمت ناحية الفراش الكبير، كان مخدع ضخم الأثاث وقديم الشكل لكنه مازال فخم ومتين، وأشعلت أريحا بعض القناديل لتنير المكان:
أنت تقرأ
ما ذنبي؟.... عواصي الدمع
Romanceرواية تاريخية تحمل عبق الماضي العربي الأصيل عادتنا وتقاليدنا التي بدأنا نتناساها في ظل تطورنا. شهامة الرجال وحياء النساء.. أنها رواية عن واقع أتمنى أن نصبح عليه يوماً ما كلمة الكاتبة: هذه الرواية_ أو بالمعنى الأدق التجربة_ ما هي إلا محاولة صغيرة م...