14 (مُدقق)

2.7K 81 37
                                    

الفصل الرابع عشر

(نحن لم نزرع الشوك لكننا اضطررنا أن نحصده)


في عام ألف وثلاثمائة وستين هجرية نُشر كتاب تحت عنوان "نساء من الشرق صنعوا التاريخ" للمستشرق الإيطالي فلوباتير قسطنطين، أفرد أحد فصوله للحديث عن امرأة عاشت في أواخر القرن الثامن عشر تقريباً كُنيت باسم ذات الرؤى، ونسبها هو نوق بنت عياش بنت محمد بنت ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

في عام ألف وثلاثمائة وستين هجرية نُشر كتاب تحت عنوان "نساء من الشرق صنعوا التاريخ" للمستشرق الإيطالي فلوباتير قسطنطين، أفرد أحد فصوله للحديث عن امرأة عاشت في أواخر القرن الثامن عشر تقريباً كُنيت باسم ذات الرؤى، ونسبها هو نوق بنت عياش بنت محمد بنت علي الدين بنت المتوكل بنت العَشَاء، وقد كانت أول امرأة عربية جاهدت لتقيم مدرسة خاصة بتعليم الفتيات فقط، وقد خصصت قُرابة الخمسمائة دينار سنويا لأجل عمل وقف ضخم يضم مهجع ومشفى ومدرسة وما يشبه مصنع الغزل لأجل النساء، وقد كانت امرأة عظيمة الشأن في زمانها، يجلها الناس حتى أن لها مقاما يأتبه الزوار حتى وقتنا هذا ليتبركوا به.

......

دار ميمونة الغجرية...

أدخلتها ميمونة بفرحة عارمة لمجلسها، كيف لا وهي كانت تنتظر أي ثغرة صغيرة تدخل منها كي تنتقم من أبو فياض، وليس هناك أعظم من مجيء ابنته بنفسها حتى عتبة دارها، لذا قامت بإحضار ضيافتها بنفسها وتأكدت أن تخلي المكان وهي تدخل عليها صائحة:

-داري زاد نورا وبهاءا بحضورك يا شيخة الجليل، خصوصا أنكِ غادرتي المرة الماضية مع أختك سريعاً.

قالت آخر جملتها بخبث واضح، لكن أيمكن أن تخدع أفعى أخرى أكثر سِماً منها؟.. فقد رمقت تماضر ما حولها بنظرة تعالي ولم تأخذ ضيافتها وبدلا من هذا تحدثت بلهجة مستحقرة:

-أسمعي يا غجرية، أنا أعرف جيدا ما هذا المكان.

لم تجد ميمونة داعي لمزيد من الابتسام، فمحت ملامح البشاشة الزائفة عن وجهها وسألتها بنظرة خطيرة:

-ما هو يا ابنة الجليل؟

لم تخجل تماضر، بل نطقت بالحقيقة في كلمة واحدة مختصرة:

-ماخور.

ضحكت ضحكة رقيعة وطويلة وقد بدأت تتسلى بهذه الفتاة الجامحة، فغمغمت:

ما ذنبي؟.... عواصي الدمعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن