الفصل الخامس والأربعون
(سأحرقكِ حية)
طَاسَةُ الرَّعبَة: هي وعاء معدني صغير نُقِشَ بداخله دائرياً نصوص قرآنية أشهرها آية الكرسي والمعوذتين تستخدم في الطب العربي الشعبي للتداوي من الخوف والهلع، حيث يعمد الناس، حين يُصاب أحدهم بالخوف نتيجة لخبر أو حادث ما، إلى ملء الوعاء بالماء وسقيه إياه اعتقادا منهم بأن الماء الذي لامس الآيات والنصوص المقدسة سيهدأ من روع المصاب.
....
خرجت ورد من دار أم علي بحال ساكنة وصمت تام وقد بدا واضحاً تأثرها، فأخذ عنها نعمان الفاروق وسار بتمهل جوارها حتى باب دار عمه.
وأمام الباب وبينما ينتظران أحد من أهلها لفتحه همست بإدراك وهي تنظر لابنها الساكن بين يديه:
-أن الفاروق يعرفها من قبل.
اومأ نعمان بخفة:
-أجل، أخذته لعندها مرة.
هزت رأسها وحينها كان سويلم قد فتح الباب ليستقبلهما فدخلت أولاً وتبعها هو، وعندما رأت أمها أسرعت تحتضنها بحب:
-السلام عليكم أمي.
مسحت على ظهرها بحنان:
-أهلاً ابنتي.
كان سويلم قد فتح الدرب سامحاً لنعمان بالدخول، فحمحم الأخير وحيى زوجة عمه بصوته الخشن:
-السلام عليكم.
نظرت له وابتسمت ابتسامة خاصة، ربما كانت ابتسامة فخر مختلطة باحترام، ولم تمنع نفسها من الاقتراب ومحاولة لف ذراعيها على جسده الضخم بخفة:
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.تجمد نعمان للحظة متفاجئاً من ذلك الحضن الغريب على شخص مثله ثم حاول الاسترخاء لأجل تلك المرأة اللطيفة فسألها:
-كيف حالك زوجة عمي؟
مسحت على كتفه بذات الابتسامة الواسعة:
-في فضل من الله ونعمه.
ثم أنتقلت عيناها للفاروق وهنا تحولت نظرتها للحب الخام وهي تحمله منه بسعادة بالغة:
-يا أهلا يا أهلا بثمرة فؤادي.
وكذلك استقبلها الفاروق بقرقرة فرح وأخذ ينطق الثلاث أحرف المبتورة التي سماها بها:
-أدلف ابن عمي.
أنت تقرأ
ما ذنبي؟.... عواصي الدمع
Romanceرواية تاريخية تحمل عبق الماضي العربي الأصيل عادتنا وتقاليدنا التي بدأنا نتناساها في ظل تطورنا. شهامة الرجال وحياء النساء.. أنها رواية عن واقع أتمنى أن نصبح عليه يوماً ما كلمة الكاتبة: هذه الرواية_ أو بالمعنى الأدق التجربة_ ما هي إلا محاولة صغيرة م...