الفصل السابع
(الفراس عاد للقرير)
ملاحظات الفصل:
-في حديث الشيخ أبو غياث الدين مع أنس الفراس في فصل اليوم يوجد جزء أحبه للغاية، هو حديثهم عن العراق وهو مقتبس من كتاب دكتور علي وردي " دراسة في طبيعة المجتمع العراقي" ففي خطبة الحجاج ابن يوسف المشهور قال عن أهل العراق أنهم أهل نفاق وشقاق، وازعجني هذا الوصف كثيرا خصوصا عندما وجدت معظم الكتاب فيما بعد يتداولونه، لكن أخيرا الدكتور علي وردي حل لي هذه المعضلة في كتابه هذا، بتفسيره المحايد والصحيح _من رأيي_ حول هذه الصفة، وملخصه هو أن أهل العراق كانوا ومازالوا شعبا عريقا يحب القراءة والوعي بجميع طبقاته، والوعي يجعل الفرد لا يخضع لأي قول دون جدال وبدون تفكير ومناقشة، وهذا كان مثل ألم عضال في رؤوس حكام بلاد الرافدين دائما لأن الشعب لا يقبل الخضوع والامتثال، كما أن العراق كانت منبع العديد من الحركات الاجتماعية مثل الخوارج والمعتزلة والغلاة والقرامطة والعيارين وغيرهم ، وهذا يدل على أنهم ناس يفكرون كثيرا
لمن أراد مراجعة هذا الجزء الشيق في الكتاب السابق ذكره صـ 365.. وهي صفحات جميلة جدا ستفيدكم كثيرا
قبل ثلاث من الليالي....
خرج أنس من مضيفة الزعيم مستغلا تغير ملامحه وملابسه الرثة كي لا يتعرف أحد عليه، لم يكن يرغب أن يعرف الناس بعودته فيذهبون من فورهم لعند أبيه أو أمه ويخبراهما، لذا حينما عرف بمرور الزعيم لعند أبوه في الصاغة ترجاه أن يخفي أمره وهو أكيد أنه سيفعل، أراد أن يرى كيف أصبحت القرير بعد فراق عامين، فبدأ يجوب السوق الذي فرغ من معظم زائريه مع رفع أذان المغرب، لكنها لم تتغير، الناس كما هم ملتهين في شئونهم وكذلك ملامح الحوانيت لم تتبدل ولم يطرأ عليها جديد، وما أثار ضحكه الدخلي هو معاملة الناس له، فطالما كان يحب أن يلبس الرث من اللباس تاركا ثياب ابن الصائغ الغني، وينزل للحواري والأزقة ليرى كيف سيعامله الناس، والآن كما من عامين، مازالوا يستحقرون من قدم ملبسه بينما يبجلون الأثرياء.
أنت تقرأ
ما ذنبي؟.... عواصي الدمع
Romanceرواية تاريخية تحمل عبق الماضي العربي الأصيل عادتنا وتقاليدنا التي بدأنا نتناساها في ظل تطورنا. شهامة الرجال وحياء النساء.. أنها رواية عن واقع أتمنى أن نصبح عليه يوماً ما كلمة الكاتبة: هذه الرواية_ أو بالمعنى الأدق التجربة_ ما هي إلا محاولة صغيرة م...