6 (مُدقق)

3.6K 83 36
                                    

الفصل السادس

(مرتزقة إبليس من الإنس)

(مرتزقة إبليس من الإنس)

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ملاحظات الفصل:

-هناك اعتقاد قديم بأن نثر العدس فوق أماكن وقوع جرائم القتل تمنع خروج الجن والأشباح في هذا المكان.

-القسامة: عُرف أقره الإسلام (وافق عليه)، تعني أنه في حالة وجود قتيل في محله(بلدته) ولم يعرف قاتله، فإن خمسين رجلا من هذه المحلة يختارهم ولي الدم (أهل القتيل) لحلف اليمين بأنهم لم يقتلوه ولا علم لهم بالقتل، فإذا حلفوا قضي على أهل المحلة كلهم بالدية، تعرف باسم دية المظلوم، وإن كان الحلف كذبا لا يمر على الحالفين عام إلا وهم تحت الأرض؛ أي أموات.

.......


-فيما كذبتي يا سبأ؟

وتلك الكلمة الأخيرة كانت رنانة في جوف روحها الخائفة، فلا يسميها أبو فياض باسمها إلا في أوقات غضبه الشديدة فأنخفضت شجاعتها وتقلصت أكثر وأكثر حتى اختفت تماما، وبدلا من تصحيح كذبها لجأت له مرة أخرى:

-كذبت عليك في... في أن قدمي لا توجعني... الألم.. زاد عليّ.

تقلص عيناه تراخى باطمئنان وبدون أن يشعر خرج منه نفس راحة كبير وقد تبدد ذعره، واحتل الحنان عيناه وهو يحاوط جسدها الصغير بذراعه سائلا:

-ولمَ يا بنتي داريتِ على هذا؟... ألم يُسَكْنها الدهان؟

أثقل الضمير لسانها ومنعه عن قول المزيد من الأكاذيب فاكتفت بهز رأسها بـ لا صغيرة، ليزيد أبيها من عذاب ضميرها وهو يقترب بوجهه منها قائلا بتعاطف:

-أي شوكة تؤذيكِ أنتِ أو أخوتكِ، تغرز في قلبي يا قطر الندى.

نكست رأسها أكثر فظن هو أنها تأثرت من كلماته كما اعتاد منها، فهي حساسة الروح عن باقي أولاده، لذا اقترب يقبل رأسها وهو يصبرها:

-تحملي حتى يرفع الفجر وسأذهب للحكيم بنفسي ليعطيني دواء آخر.

انكمشت نحو صدر أبو فياض أكثر فمسح على شعرها الناعم وهو يخبرها:

ما ذنبي؟.... عواصي الدمعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن