الفصل السابع والأربعون
(الأهل والأحباب)
دعوني أجود بالبكاء على وحيدي وحدي
فؤادي أنكوى على الحبيب
وحيدي قضى وحيدي الحبيب
دار الزعيم القاسمي..
كان الوجوم واقعاً على الجميع وقد أتت الأخبار مساءاً بأن الفرنجة هجموا على قافلة الحجاج، فأرتعبت القلوب وبقي الناس مستيقظون حتى الصباح داعين الله أن تتحقق معجزة ويعود ذويهم سالمين، وعندما وصل الخبر لسبأ أرتج قلبها فزعاً على الشاهين ولا تعرف كيف حملتها ساقيها مع أمها وقبطية حتى دار الزعيم، بانتظار عودة ذلك الأخير بالأخبار.
ومع طلوع شمس الصباح كانت جالسة وسارة الباكية في حضنها قد نامت من الإرهاق، بينما سلافة جوارها تنظر للسماء بعين متورمة وهي تبتهل:
-يا الله، أجلبهما سالمين يا الله.
وأريحا في صدر المجلس فوق مقعدها بدا عليها الإرهاق الشديد وسواد الوجه بينما شفتيها ترتجف كما يديها:
-الله لا إله ألا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين، فأرحمني ولا توجع قلبي علي أحد من ولدي.
بحذر رفعت سبأ رأس سارة عن حجرها وسلمتها لأمها ثم نهضت متجهة لمجلس أريحا وربتت على كفها، نظرت لها أم الزعيم بعين حزينة منكسرة فقبلت رأسها وهي تحاول مؤازرتها:
-خير بإذن الله شيختي، لا تقلقي أثق أن الله سيردهما لنا سالمين من كل شر.
بحركة ضعف فاجئت سبأ، انحنت أريحا نحوها تستند برأسها عليها بينما تهمس:
-ليسمع الله منكِ فقلبي لن يتحمل.
احتضنت سبأ رأس أريحا وأخذت تمسح عليها، متشاركة معها بقلب مرتعب أن لا يعود الشاهين.
أتى صوت خشن من خلف باب الدار ينبأ به هارون عن عودته، فأسرعت سبأ تهبط بساترها على وجهها وقد وقف الجميع وأنظارهم متعلقة بالباب الذي ظهر من وراءه الزعيم بوجه مغلق وعين مرهقة، شعرت سبأ أن قلبها يتهاوى نحو الأسفل بينما حشاها يتلوى بوجع وهي تنتظر أن ينطق هارون.
أنت تقرأ
ما ذنبي؟.... عواصي الدمع
Romantikرواية تاريخية تحمل عبق الماضي العربي الأصيل عادتنا وتقاليدنا التي بدأنا نتناساها في ظل تطورنا. شهامة الرجال وحياء النساء.. أنها رواية عن واقع أتمنى أن نصبح عليه يوماً ما كلمة الكاتبة: هذه الرواية_ أو بالمعنى الأدق التجربة_ ما هي إلا محاولة صغيرة م...