3 (مُدقق)

4.1K 83 31
                                    

الفصل الثالث

(خلخال)

ملاحظات الفصل:

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ملاحظات الفصل:

-العراضة الشامية: أهم تقاليد الأعراس الدمشقية، وهو استعراض راقص من الشباب للعريس.

-الحايك: هو لبس قديم مازال منتشر بعض الشيء في بلاد المغرب العربي يشبه الملحفة، لكن أبيض اللون.
....

دار نعمان الجليل....

لقد انتهت حلاقة العريس للتو، وقد وفد معظم شباب العشيرة ليحضروها، وحينما انفض جمع الشباب متجهين لحمام القرير كي يعدوه أستقبالا للعريس، دلف نعمان لمخدعه كي يجلب خنجره مستعدا للخروج، في حقيقة الأمر هذه لم تكن حجرته إلا منذ أسبوعين تقريبا، فبعد قرار أخيه بالزواج، أفرغ مخدعه العلوي لكي يضمه حنيفة لمخدعه ويصبحان معا جناح يليق بورد الجليل، عروسة أخيه.

يعلم أن أمه غير راضية عن هذه الزيجة وأن هناك مصائب ومنغصات ستقابل أخوه، لكن ذلك الأخير يعلم هذا وتقبله، وكعادة نعمان لا يفهم هذه المسائل، ولم يهتم أن يعلم، فيكفي أن أخوه راض بذلك واستطاع هو بدوره أن يجبر أمه على الموافقة ظاهريا.

تأكد من ثبات عمامته قبل أن يخرج من مخدعه السفلي وهو يذكر نفسه داخليا أن أيام الراحة في هذا البيت قد انتهت، فدخوله وخروجه وحتى كلامه سيكون بحساب بعد الآن، لكن كل هذا فداء ابتسامة واحدة من ثغر أخيه حنيفة.

بمجرد أن خرج وجد أمه تحوم حول المنضدة الصغيرة وقد طوت عليها بكل عناية ملابس العريس الخاصة بحفل المساء فوق صينية مذهبة وتناثرت حولها حبات التمر وبعض الزهور بينما أمه تبخرها وترقيها بتمتمات خفيفة:

-يا من رفعت السماء بلا عمد.. يا من ليس لك صاحبة ولا ولد.. أحرق كل عين حسود.. وأقطع كل نفس مكروه.. أحمي ولدي حنيفة ابن ريا من عين ورد ومن عين أمها.. وعين أختها وأخيها وسلالتها.

هز رأسه باستخفاف مما تفعله أمه وكلماتها المليئة بالحقد، كانت امرأة في أواخر الأربعين تقريبا، عودها صلب ولا يوجد به دهن أو هشاشة عظم، فطوال عمرها كانت صلبة البدن هكذا، أو بالأصح أنفرض عليها أن تكون، فبعد وفاة أبيه وعمه في حرب بيت لحم منذ سنوات، تولت هي رعايته ورعاية أخيه، امرأة في العشرين من عمرها وجدت نفسها أرملة بولدين حول ذيل ثوبها.

ما ذنبي؟.... عواصي الدمعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن