الفصل الأربعون
(قولي رؤياكِ يا نوق)
دار الزعيم القاسمي...
بارتباك صرفت سبأ قبطية الفضولية وبقيت بمفردها واقفة أمام أختها، التي وبكل براعة أنهارت باكية أسفل قدميها وكأن كل قوتها غادرتها، شحب وجه سبأ الأبيض وأسرعت بتلبك تنظر حولها مخافة أن يرى أحد ما يحدث، ثم انحنت بصعوبة بسبب بطنها وحاولت إيقاف لوثة تماضر:
-تماضر.. اهدئي... اهدئي..
لكن أختها لم تهدأ وتابعت النواح المرتفع وهي تتشبث بقدمها:
-بكرامة شفيعك أختي أَجرِيني ...
بعين مفزوعة أخذت سبأ تسحبها سحبا اتجاه المضيفة الصيفية وهي تدعو الله أن تكون سلافة وزوجة أيوب مشغولتان في المطبخ، بصعوبة نهضت تماضر وقد أتقنت الإدعاء جيدا، ومن خلفها أسرعت سبأ في إغلاق باب المضيفة عليهما ثم ألتفت هامسة للأخرى بسؤال حاد:
-ماذا أتى بكِ إلىّ؟
كان وجه تماضر مُزين بكدمة كبيرة حول وجنتها، وعيناها متورمة من البكاء بينما لونت صوتها ببحة الضعف:
-أتيتك بعدما ضاقت بي كل السبل أختي.
امتصت سبأ نفساً حاداً وهي تلاحظ لتوها الكدمة الكبيرة على وجه تماضر فأمسكت ذقنها بحذر:
-من الذي ضربك هكذا؟
نكست عيناها بذُل:
-فياض.
ارتاعت ملامح سبأ وهي تضرب على صدرها بصدمة غير مصدقة أن أخيها الحنون قد يرفع يده على أختهما:
-فياض؟!
لم تكن تماضر قد ذهبت من الأساس إلى ديار أمها وأخيها، ولكن كان يجب أن تتدعي هذا كي تثير شفقة سبأ أكثر وأكثر، لذا جمعت بعض الدموع على مقلتيها وهي تومأ:
أنت تقرأ
ما ذنبي؟.... عواصي الدمع
Romanceرواية تاريخية تحمل عبق الماضي العربي الأصيل عادتنا وتقاليدنا التي بدأنا نتناساها في ظل تطورنا. شهامة الرجال وحياء النساء.. أنها رواية عن واقع أتمنى أن نصبح عليه يوماً ما كلمة الكاتبة: هذه الرواية_ أو بالمعنى الأدق التجربة_ ما هي إلا محاولة صغيرة م...