13 (مُدقق)

2.7K 76 20
                                    

الفصل الثالث عشر

(عروس الجليل)

ملاحظات الفصل:

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ملاحظات الفصل:

كان للعمامة عبر العصور مكانة مهمة، فكان نزعها وإلقاؤها على الأرض كفيل بإعلان سقوط الملك. حتى أنه حدث في سنة 710هـ أن قبض على الأمير جيراي نائب السلطنة بالشام فنزعت عمامته ومرغها بالأرض، وألبس عمامة صغيرة بدلاً منها، ففهم منها أنه فقد كل سلطانه ونفوذه.

ولا تتوقف وظائف العمامة عند هذا الحد، فكانت تستخدم في تكتيف السجين والأسير، ولهذا تحفل حكايات ألف ليلة وليلة بقصص من قبضوا عليه وأوثقوه بعمامته. وكان لف العمامة على الرأس وحول العنق دليلاً على الانقياد والطاعة للأسياد والملوك والمهانة ويقولون «فلان عمامته في عنقه».

وكان أهل الهند - كما كان يحكي ابن بطوطة في رحلاته - يضعون العمامة على أعناق خيولهم إذا أرادوا الموت.

.....

ميمونة الغجرية..

أثارت دهشة أمها؟... لا بل جعلتها تتعجب كل العجب الذي خلقه المولى، فمن كان ليصدق أنها هي نفسها من كانت تبكي منذ أقل من يومان وتترجى أمها كي لا تتدخل هذه الحجرة، ها هي ذا قد تجملت بأفضل ما تعرفه من زينة وجه وشعر، وحرصت على انتقاء أفخم أثوابها قبل أن تدخل، لن تكذب وتقول أنها ليست خائفة، لكنها تجربة ستخوضها واسوئها لن يكون بأسوأ مما رأته في هذا الدار.

عند باب المخدع ارتجفت أصابعها فأمسكتهم بعضهم ببعض قبل أن تزفر نفسا طويلا وتمد يدها البيضاء لتفتح مقبض الباب، داخل الحجرة كان التَتَري يتحرك في خطوات متكررة يمينا ويسارا وبدا أنه أوشك على الجنون التام، وبمجرد أن سمع الباب يُفتح ووجدها هي من فتحته أسرع نحوها:

-لمَ تأخرتِ؟

كادت ترتعش وتبكي، لكنها ببراعة نحت خوفها جانبا وأدعت التماسك والخبرة بينما تتجاهل يديه القاسية الممسكة بجانبيها وسألته بنبرة مغوية:

ما ذنبي؟.... عواصي الدمعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن