الفصل الثامن والأربعون
(القادمون والمغادرون)
كان تيم يجلس فوق كرسيه منكباً على أزرار الجهاز اللوحي، وقد أضيقت عيناه وأنعقد حاجبه من أسفل نظاراته السميكة، بقت واقفة عند باب الغرفة تتأمل ملامحه الهادئة بابتسامة صغيرة، ربما سنوات زواجهم ومعاشرتهم لبعضهما كونت خيط من المحبة والصلة الغريبة، فأصبحت تحب تفاصيل عجيبة فيه.
زادت حدة عقدة حاجبيه فاتسعت ابتسامتها وقد أدركت أن هناك كلمة باللغة العربية ضاعت منه وهو يعصر عقله ليتذكرها، اكتفت من مراقبته فتهادت له بثوبها القصير، بيد أغلقت شاشة الجهاز وبالأخرى قرصت أذنه، وكما توقعت رفع لها عين حادة لأنها علاما يبدو قاطعته في سطر مهم، لكنها بدلال أعتلت حجره وأسرت عنقه بذراعيها الناعمان:
-تيييييم.
مطت اسمه بنبرة طفولية طويلة جعلته يبتسم بخفة وقد اختفى حنقه وتبدل باهتمام وهي تسأله بينما تحرك قدمها:
-ألم تنتهي بعد؟
أجابها بهدوءه الملازم له:
-فقط نصف ساعة.
رفعت أصابعها ومسحت طرف أذنه بحركة تعلم جيداً تأثيرها عليه ثم تتبعت المسار حتى الشعيرات البيضاء الصغيرة في جانب رأسه:
-زوجتك الجميلة أم كتاب ممل؟
وبالفعل أحمر وجهه بانفعال ثم أزاح نظاراته لتظهر ملامحه الوسيمة لها وهو يدلل خصلات شعرها:
-وهل هذا سؤال؟
نظر لظلام البيت بالخارج ثم زادت ابتسامته وهو يشاكسها سائلا:
-طالماً أنكِ تحومين حولي إذا فأنس قد نام.
ابتسمت بشقاوة وهي تتذكر ابنها الذي أخيرا نام بعد جولة المليون سؤال اليومية، وكانا قد أسماه أنس تيمنا بجد تيم الأكبر الذي كان سبباً في زواجهم ، فتمطأت بتعب وهي تزفر:
أنت تقرأ
ما ذنبي؟.... عواصي الدمع
Romanceرواية تاريخية تحمل عبق الماضي العربي الأصيل عادتنا وتقاليدنا التي بدأنا نتناساها في ظل تطورنا. شهامة الرجال وحياء النساء.. أنها رواية عن واقع أتمنى أن نصبح عليه يوماً ما كلمة الكاتبة: هذه الرواية_ أو بالمعنى الأدق التجربة_ ما هي إلا محاولة صغيرة م...