49- (2) مُدقق

3.4K 110 26
                                    

الفصل التاسع والأربعون

-الجزء الثاني-

(أيها الغرباء عنا ماذا ستأخذون وأنتم مغادرون؟)

كان مؤلما لها أن تعيد أم الكرامة قصتها مرة أخرى على مسمع الشيخ ذو الفقار وأنس، وظلت تتحاشى النظر لهذا الأخير وهو يتقبل تلك الحكاية الصادمة بوجه ثابت هادئ، لكنه يعلم، وهي تعلم، أن ما يمور داخل الصدور أعظم

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

كان مؤلما لها أن تعيد أم الكرامة قصتها مرة أخرى على مسمع الشيخ ذو الفقار وأنس، وظلت تتحاشى النظر لهذا الأخير وهو يتقبل تلك الحكاية الصادمة بوجه ثابت هادئ، لكنه يعلم، وهي تعلم، أن ما يمور داخل الصدور أعظم.

-سبحان الله، عجباً لطرق القدر.

همس الشيخ ذو الفقار وأم الكرامة تختم حكايتها بضغطة مؤازرة على كف ثوبية، والتي أبقتها جوارها كأنها تخشى فقدانها، وابتسمت لها بحنو وهي ترد باحترام على الشيخ:

-وأنت محق شيخنا، بحثت عنها في أرض الله جمعاء، ويكتب لنا الرب أن نمر على القرير لألقي فيها حاجتي.

نظر ذو الفقار لأم الكرامة التي أخذت تحتضن ثوبية الصامتة، ثم لابنه الناكس رأسه بملامح متصلبة، ليعود ويسألها:

-وأنتِ أكيدة أن ابنتنا ثوبية هي ابنة أختك؟

أسرعت بتول تقول بحمائية:

-لم تغب ملامحها عني قط يا شيخ، هي صورة من مارية أختي.

ثم أدركت أنها لأول مرة في حياتها لا تتحكم في رصانتها المعتادة، فأجلت حلقها واستعادت رزانتها لتشكره وهي تضع كفها على صدرها:

-حقا لا أعلم كيف أفيكم حق راعيتها أنت والشيخ أنس.

ابتسم ذو الفقار برفق نحو نظرات ثوبية الوجلة وهو يطبب قلقها بكلماته الهادئة:

-لا داعي لهذا، أن ثوبية أصبحت منا، وأهل ابنتنا هم أهلنا.

اهتزت ابتسامة بتول لكنها حافظت عليها بصلابة وهي تقول كلماتها بحرص وهدف محدد:

-لقد أخبرت ثوبية أن تعود معي لمصر، أعمامها وخالاتها والجميع سيفرح خير فرح عندما يعلمون أننا أخيرا عثرنا عليها.

ما ذنبي؟.... عواصي الدمعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن