32 مُدقق

3.5K 99 32
                                    

الفصل الثاني والثلاثون

(براء تحكي..)

حانوت نوق الخياطة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

حانوت نوق الخياطة..

شحب وجه ثوبية وعيناها تقع على ملامح سبأ، فرغم مرور الشهور، ورغم التغير الواضح على ملامح ابنة الجليل، التي تبدلت من مجرد صبية خجولة لامرأة بطنها المكور أمامها إلا أن ثوبية تعرفت عليها من فورها، وتذكرت معها دار الغجرية ميمونة فتلوى بطنها بالمرض وابهتت بينما سبأ سألتها بذهول:


-ماذا تفعلين هنا؟

ارتجاف بسيط هز ذراعي ثوبية وعادت للخلف وهي تتهرب من عيني سبأ المتفاجأة وحاولت أن تجد كلمات مناسبة للرد بها:

-أنا...

صمتت وقد ضرب الخوف الموجع حشاها، فمبجرد أن أملت أن يكون لها حياة طبيعية يأتي الماضي وينهش كل سعادة حصلت عليها، بالطبع ستقول سبأ كل ما حدث أمام الجميع والخادمات سينقلن الكلام لشيختهم سدرة ثم... زاد شحوبها وبدت كورقة خفيفة أقل نفحة هواء ستسقطها، لكن سبأ فاجأتها أكثر عندما تابعت:

-لكم كان ثقيلاً على صدري عدم شكرك في هذا اليوم.

طارت عيني ثوبية نحوها غير مستوعبة:

-شـ.. كري؟!

هزت سبأ رأسها مؤكدة ومستهجنة لذهول الأخرى:

-أجل، شكرك، لقد أنقذتيني أنا و..وأختي حينها، لكن..

نظرت باستغراب متسائل للصبيتين خلفها وحايكها الفاخر ثم لها واستفسرت:

-لكن... كيف أتيتِ للقرير؟

هبطت ثوبية بعينها ناحية الأرض وغمغمت:

-القدر.

ضرب الإدراك عقل سبأ، فهي لم تعد تلك الفتاة الغرة التي لا تفهم شيئا، فتبدل ثوبية من الحالة الرثة التي رأتها عليها في دار ميمونة الغجرية إلى هذه الحالة يعني شيء واحد فقط..

ما ذنبي؟.... عواصي الدمعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن