الفصل الحادي عشر
(ماذا رأت فيروز في كفك يا تماضر؟)
تقطيع الوجه: عندما تقوم الجاهة بأخذ عطوة من المعتدى عليه لصالح المعتدي، فإن الاتفاق بين الجاهة وهذه العشيرة _بعدم الاعتداء على عشيرة المعتدي أو أحد أفرادها_ يعتبر ملزما، إلى أن يقوم القضاء العشائري بالنطر في الأمر، ويقال عادة " الجماعة بوجه فلان" أي بحماية ورعاية فلان. أما في حالة أن قام أحد أفراد العشيرة المعتدي عليها سابقاً بخرق هذا الاتفاق وأعتدى بأي طريقة على فرد من عشيرة المعتدي سابقاً فإن هذا الخرق يسمى بـ " تقطيع الوجه " أي أنه لم يحترم وجه الشخص الذي يرأس الجاهة التي تسعى للإصلاح.
...
خصصت الرمضاء حيزاً كبيراً من مذكراتها حول شخص يدعى "أبو سيفان"، وبالرجوع إلى كتب التاريخ وما وصل لنا من هذا الزمان لم نجد أي شيء متعلق به، ذكر هذا الاسم مرة واحدة وبشكل مبهم في أحد سجلات الدرك الأحمر، والدرك الأحمر هي فرقة قام السلطان العثماني بإنشائها بحيث تتكون من جنود محترفين، تبعثهم الدولة العليا للحروب في أماكن مختلفة، وسموا بالدرك الأحمر نسبة لقبعاتهم الحمراء اللون التي كانوا يرتدونها.
......
بعد مرور أسبوع...
عش ميلاد...
كان دار ميلاد يليق فعلا براهب معتكف، لا مرايا ولا أي مظهر من مظاهر الترف، دار بسيطة تكاد تكون معدومة الأثاث، حتى أنه لم يوجد فراش بل مجرد حشية أرضية، وطست، وكأس نحاسي.
وقف هائم في منتصف الدار يربط مشد بنطاله، وقد ذهب رونق الملابس الجديدة واختلطت بعرقه وتراب مكانه، طالت لحيته الخفيفة، وفي ظهره العاري وُجدت عدة طعنات صغيرة وخدوش متفرقة غطاها هو بالقميص طويل الأكمام، وبمجرد أن مسح على شعره الطويل مرجعا إياه للخلف فُتح باب الدار وظهر ميلاد وقد غطاه كلس الجير الأبيض من أعلاه لأسفله وأمسك في يده الماجور الفخاري:
أنت تقرأ
ما ذنبي؟.... عواصي الدمع
Romanceرواية تاريخية تحمل عبق الماضي العربي الأصيل عادتنا وتقاليدنا التي بدأنا نتناساها في ظل تطورنا. شهامة الرجال وحياء النساء.. أنها رواية عن واقع أتمنى أن نصبح عليه يوماً ما كلمة الكاتبة: هذه الرواية_ أو بالمعنى الأدق التجربة_ ما هي إلا محاولة صغيرة م...