الفصل الأخير
(لنغلق الصفحة الأخيرة)
"تكتسب الأماكن فجأة معنى جديدًا حين تتعرف على حكايتها"
- رضوى عاشور
يمر العمر شيئاً فشيئاً مثل سقوط وريقات الشجر، فلا تدري النفس متى قضت نحبها وقد انتهت سنوات عمرها، ولكن بعض الوريقات تحتفظ برونقها، كما احتفظت نوق ببهاء طلتها رغم مرور السنوات، رغم الحمل الثقيل إلا أن صبرها وتقواها غطتها بهالة من الصفاء، فكان لسانها لا يصمت عن الذكر والاستغفار حتى وهي تكنس ساحة الدار البسيط والذي كان في ذات الوقت حانوت الخياطة، بينما خلفها براء التي زهدت في ألوان الحياة تنكب فوق ثوب جديد تطرزه بتطريزاتها البارعة لكن الزمن كان أكثر خشونة عليها وترك فوق ملامحها فرق السنين، وعندما أتت طرقات على الباب أشارت لها نوق أنها ستفتح هي:
-لا تتركي ما بيدك.
أخبرتها وهي تسحب وشاحها الكبير لتلتف به ثم توجهت للباب واستترت خلفه بينما تفتحه وتسأل:
-من؟
فأتى صوت ضعيف جدا كأنه يلفظ الكلمات بصعوبة:
-أنه أنا، غياث الدين.
ورغم صبرها وثباتها الرصين المعتاد إلا أن غضبها ظهر واضحاً وهي تهتف به:
-ماذا تريد؟
فأتى صوته بذات النبرة الضعيفة وقد تقطع بالسعال:
-أريد الحديث معكِ يا شيخة، أعطيني الإذن.
لا تعلم ما العمل مع قلبها الذي أشفق عليه رغم كل ما فعله، لكن مرضه الواضح وضعفه جعلاها تقول باقتضاب:
-أنتظر.
ثم أسرعت تعود لبراء التي سألتها باستغراب لطول وقفتها أمام الباب:
-من بالباب؟
-أنه غياث الدين.
أنت تقرأ
ما ذنبي؟.... عواصي الدمع
Romanceرواية تاريخية تحمل عبق الماضي العربي الأصيل عادتنا وتقاليدنا التي بدأنا نتناساها في ظل تطورنا. شهامة الرجال وحياء النساء.. أنها رواية عن واقع أتمنى أن نصبح عليه يوماً ما كلمة الكاتبة: هذه الرواية_ أو بالمعنى الأدق التجربة_ ما هي إلا محاولة صغيرة م...