الفصل الثاني العشرون
(الرمضاء ستبكي في هذا الفصل)
متحف الفن الإسلامي...
مجموعة من الهواه تتبعوا المرشدة التي أخذتهم في جولة عبر المكان تشرح لهم تفاصيل مبهرة من أزمنة غابرة، كان أناسها عظماء، عظماء بكل ما يخصهم، من أخلاق وعلم وتراث تركوه من بعدهم..
وصلت بهم حيث قاعة المخطوطات وأخذت تشرح لهم بعض الرسائل المبعوثة من الناصر قلاوون وبدر الدين بكتاش أو مراسلات بين حكام مختلفين حول الحرب، الاقتصاد وحتى الزواج، وقفت عند تلك الورقة الأخيرة المعروضة وابتسمت ببعض الحالمية بينما تشرح لهم:
-هذه المخطوطة هي رسالة رومانسية من العصر العثماني، الخط مطموس في بعض الأسطر، لكن الباقي في حالة جيدة..
اقتربت وأشارت بطرف القلم عبر الزجاج الفاصل:
-إذا دققتم ستقرأون أولى السطور وذُكر فيها اسم براء ، يقال أنها هي الحبيبة التي أُرسلت لها الرسالة، فقد كانت براء المذكورة ابنة حاكم شهير في هذا الوقت ومن عشيرة رفيعة المستوى "ابنة ناس" كما نقول في زمننا، أما صاحب الرسالة يقال أن أصله مصري وأنه كان فقير الحال، لذا كان يخط لها هذه الرسائل في سرية..
أشارت للنص التعريفي عند الزجاج:
-هنا قد خط العلماء ما استطاعوا قراءته من الرسالة، وكما ترون أن لغة الخطاب رقيقة للغاية وساحرة بتعبيراتها وتشبيهتها.
-لقد كانوا عظماء حتى في رومانسيتهم.
علقت إحدى السيدات فسرت بعض الضحكات بينما المرشدة تتابع معهم الجولة وأكدت على كلامها:
-لديك حق، وهناك شيء في قاعة الخزف سيؤكد لكِ هذا.
وأشارت لهم:
-أتبعوني من فضلكم.
بدأوا يتبعوها بينما توقفت زُمرد التي صُدف أنها كانت من ضمن الزائرين، تأملت الرسالة عبر الزجاج كثيرا ثم تتبعت المرشدة.
أنت تقرأ
ما ذنبي؟.... عواصي الدمع
Romanceرواية تاريخية تحمل عبق الماضي العربي الأصيل عادتنا وتقاليدنا التي بدأنا نتناساها في ظل تطورنا. شهامة الرجال وحياء النساء.. أنها رواية عن واقع أتمنى أن نصبح عليه يوماً ما كلمة الكاتبة: هذه الرواية_ أو بالمعنى الأدق التجربة_ ما هي إلا محاولة صغيرة م...