اللوحة الأولى

719 35 41
                                    

"وسط مكوثي بعتمتي ... شعرت ببصيص نورًا يأتي نحوي"
"أكان أنتِ؟"

"نوڤان" صراخ فتاة صدح بأرجاء المنزل مفزعاً تلك التى تجلس أمام طاولة المطبخ تتناول أفطارها بهدوء بجانب والدتها وخالتها اللواتي أنتفضن أيضاً جافلتين من ذلك الصراخ

"رينا كدتي تُصيبيني بسكتةٍ قلبية" تذمرت نوڤان بأنفاس متسارعة فتأتيها ضحكات الأخيرة تليها ألقائها التحية على الأم والخالة "إعتذاراتي سموكِ ولكنني أتيت لكِ بمهمةٍ عاجلة" تحدثت رينا برسمية مصطنعة مُجبِرة نوڤان على أن تقلب عيناها بضجر لتصرفات صديقتها المستفزة

"مُصيبة عاجلة تقصدين" سخرت نوڤان بينما تضع مُربى الفراولة على قطعة خبز صانعة شطيرة لها بينما ضحكت والدتها وخالتها على مناوشة الصديقتين المعتادة والتى تُعتبر روتيناً يومياً فأعتادتا عليها

زمجرت رينا منزعجة وجلست على المقعد الجانبي لمقعدها بينما تضع صحيفة أمامها على الطاولة بقوة مما رَج الشاي بالأكواب فرفعت نوڤان كوبها سريعاً ناظرة لها بحدة "توقفي عن حدتكِ وتفاهتكِ وأنظري لهذا الإعلان أيتها البائسة" هتفت رينا بضجر من تصرفات الأخيرة

رمشت نوڤان بتعجب عدة مرات ثم نقلت نظرها للصحيفة لتهلع ملامحها *أتريدينني أن أعمل بمهمة رثاء الأموات!، خَسِئتي رينا" صاحت بها بغضب بعدما ألقت بشطيرتها على الطاولة بأنفعال وسرعان ما تآوهت ألمًا من ضربة رينا على مؤخرة رأسها فتنحني للأمام فترى سبابة رينا تُشير لأعلاناً آخر غير الذي قرأته

"لا تكوني عمياء متهورة نوڤا، أنظري بوضوح" صاحت بأذنها مما جعلها تأن بألم مغلقة عينيها ودفعت رينا عنها لتنظر حيث الأعلان الصحيح فأصدرت "أوه" مُدركة لتشرع بقراءة الأعلان بتمعن

"مطلوب مُساعِدة للأعتناء بكفيف طوال الأسبوع مقابل مبلغٍ زهيد مع المكوث معه طوال مدة الأعتناء والحصول على يومًا واحدًا إجازة، وذلك على أراضي الرئة الخضراء في شمال شرقيِّ لندن؛ غابة إيبنغ"

قرأت الأعلان جهراً لتستمع والدتها وخالتها بالأمر وصدرت منهم شهقة مصدومة كما أنصدمت نوڤان مما قرأت فنظرت سريعاً نحو رينا "مهلاً مهلاً أهناك منازل بغابة إيبنغ؟، أليست محمية طبيعية للحفاظ على الأزهار والأشجار بها وما شابه؟" تسائلت بغير تصديق فأومأت رينا بتأكيد

"أجل لكنني سمعت أن هناك قصراً قديماً يقبع هناك مِن قبل أن تصبح الغابة محمية طبيعية لذا سمحت السلطات لأصحاب ذاك القصر بالمكوث به مع توقيع وثيقة بعدم التعرض للمحمية وألا يكونوا مؤذيين للطبيعة ويُسمح فقط بأصحاب القصر ومعارفهم بالذهاب لهناك" أوضحت بينما تضع سبابتها على ذقنها دلالة على تفكيرها بحديثها

رسامي الأعمى || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن