"وسط عتمتي رأيتكِ نوراً"
--------
أبتسمت هيلدا بسعادة لمصافحتهما لتهتف بلطف "هذا مُريح كثيراً حقاً، سأترككما الآن وأذهب لأعمالي، زين لا تنسي أن الطبيب قادم اليوم" همهم زين بهدوء دون ترك يد نوڤان التى توترت من هذا الأمر
وما إن أستمع زين لخطوات هيلدا تبتعد كثيراً حتى أصبحت معدومة جذبها من يدها لتنفصل المسافة بينهما وتصبح شبه منعدمة فيشعر بأنفاسها تضرب وجهه ليبتسم بخفة لهذا
شهقت بدهشة لفعلته لتتورد وجنتيها خجلاً وكادت تبتعد ولكنه همس سريعاً "أثبتي، أريد فعل شيئاً ما" أبتلعت ريقها بتوتر ثابتة مكانها بتعجب فترك هو يدها ورفع يداه بهدوء ليضعها على وجهها بلطف يتحسسه ببطء شديد
تصنمت مكانها وسرعان ما أدركت مغزاه لتبتسم بخفة وثبتت لأجله تتركه يستشعر تفاصيل وجهها كما يشاء، حيث مرر أنامله بكل بطء على جبينها ثم جاجبيها وعينيها مع رموشها يليهم وجنتيها المنتفختان قليلاً بأنفها ثم وصل لشفتيها يتحسسهما بأبهامه ببطء شديد فسرت رعشة بأنحاء جسدها تبتلع ريقها بصعوبة وأهتاجت نبضات قلبها بشدة
لعق شفتيه يُطيل بتحسس شفتيها ثم تحركت يداه لفكها الحاد قليلاً يتفحصه مروراً بعنقها وتراجعت يداه لشعرها يتفقد نعومته وطوله ليجذب بعض خُصلاتها يُقربها لأنفه يستنشف رائحته بعمق ثم زفر أنفاسه بخمول غارقاً بعبير الأزهار الخاص بها وكأنه حَلق بالنعيم ما إن أستنشقها
تسارعت أنفاسها بأهتزاز لأفعاله قاضمة شفاهها بخفة لتسحب خصلاتها من بين أنامله سريعاً وكأنها أنتشلته من النعيم فقطب حاجبيه بأنزعاج ليستشعر نهوضها عن المقعد وأبتعادها فنطق سريعاً بلطف "أنتِ جميلة ... تكادين أن تكوني أجمل فتاة عرفتها، تفاصيلكِ ... رقيقة، بل رائعة، عندما أُلطخ فُرشاتي وأطبع صورتكِ على لوحتي سأشعر أنني فناناً حقاً" عبر عما بداخله بشفافية أرجفت قلبها
تلك الرجفة التي توحي بأن شيئاً ما يتم سرقته، كيف بكلمات بسيطة أن تسرق شيئاً ما بداخلها؟، هذا ضرب من الجنون ولكن متى قُلت أنها عاقلة مجدداً؟
حدقت به بغير تصديق صامتة عاجزة عن التفوه بشئ، عجباً لربما سرق لسانها بكلماته، فتحت ثغرها لتتحدث ولكن الكلمات أبت أن تخرج منها فسارعت بمغادرة الغرفة وهو فقط أبتسم لهذا مُدركاً كم أخجلها وبذات الوقت أدرك أن شيئاً ما تحرك بداخله
هي بداية مُبشرة تقريباً ..
ركضت مسرعة للخارج حيث الحديقة الخلفية عن طريق مرسمه لتظل تركض لعلها تُخفف أضطراب قلبها ولكن هيهات لقد زادته أضطراباً وكلماته تأبى مُغادرة عقلها، كانت تتردد كالصدى بدواخلها، أعماقها، خلاياها، وقلبها
![](https://img.wattpad.com/cover/263666697-288-k130997.jpg)
أنت تقرأ
رسامي الأعمى || Z.M
Fanficمكتملة "عالمي كان مُظلم، حتى وطأت قدماكِ بوابته، كنتِ كما الشمس التى أشرقت بحياتي، نشرتي نسيم الربيع بألوانه المبهجة بروحي، حتى ظننت أنني لم أفقد بصري يوماً" "أحقًا بأمكانكَ أن ترسم وأنت كفيف؟" "دعيني أرسمكِ ولنرى" "زين مالك" "نوڤان ريتشارد" لا تحكم...