اللوحة السادسة عشر

422 28 44
                                    

"بكيت ثماني سنوات حُزناً"
"أما دموعي هذه فكانت سعادةً بوجودكِ"

---------

رمش بتعجب ودهشة لقولها وثقتها فحمحم بتوتر وشعر بالحرج والضيق لأشراكها إياه باللعبة وهى تعلم أنه كفيفاً بالفعل فإن كانت تتقصد إحراجه سيكون آخر يوماً لها هنا

ولكنه أراد معرفة كيف تفعلها فهمس بتساؤل فضُولي "نوڤ، كيف سألعب وأنا ..." وضعت سبابتها على شفاهه تُسكته مُحاولة أستيعاب أختصاره لاسمها هكذا فحمحمت تحاول إستعادة توازن أوصالها مجدداً وردت سؤاله بسؤال "أتستطيع القراءة بطريقة برايل؟" همست بأهتمام فقطب حاجبيه بتعجب أكبر

"بالتأكيد، ولكن لماذا؟" همس في المقابل وشفتيه تحركتا ضد سبابتها فشعرت بكهرباء تسري بسائر جسدها لتُزيلها سريعاً لاهثة بأهتزاز لاعنة نفسها داخلياً على إسكاته منذ البداية، بينما تعجب هو لصمتها وأنفاسها المُتسارعة ولم يستطع تفسير هذا سوى بشيئاً واحداً قهقه بإنكتام على أثره

زفرت بأنزعاج لضحكاته لتهمس بغيظ "ستقرأ الرسومات بطريقة برايل بعدما أصنعها لك فلقد تعلمتها وتعلمت كيف أنقُشها" وضحت له بينما تعود لتناول طعامها بهدوء مُحاولة قمع غيظها بأية طريقة كي لا تصفعه

رمش عدة مرات بغير تصديق لقولها لا يتوقع أن تفعل هذا لأجله وهي مكسورة الذراع!، قضم شفته بخفة وأخفض وجهه بهدوء وصمت يقبض على كفه بقوة فلاحظت تريشا ذلك وكذلك هيلدا فتتعجبا كثيراً ولكن تريشا لم تظل صامتة

فتواقحت بحدة "ماذا قلتي لبُني حتى تَذبُل ملامحه هكذا" أنتفضت نوڤان لقولها وكذلك زين قاطباً حاجبيه بدهشة في حين نقلت المعنية نظرها بينه وبين تريشا "فعلتُ ماذا؟، سيدة تريشا أنا لن أجرؤ على .." أصمتها زين بهدوء وبطريقة جعلتها تشهق بصدمة أيضاً

حيث وضع يدها على فخذها أسفل الطاولة كي يُسكتها وليس بيده حيلث فهذا أقرب مكان أستطاع الوصول له وربما قد تعمد ذلك أيضاً لكنه بالطبع لن يُصَرِح عن هذا ..

نظرت له بعينان متوسعة في حين نطق هو خارجاً عن صمته "لم تَذبُل ملامحي أمي، بل أندهشت فقط أن هناك أحداً سيسعى جاهداً أن يُشركني بنشاطات عائلية حُرمت منها لثماني سنوات، وخمني ماذا؟، لم يُفكر أحدكم بفعل هذا مُسبقاً لذا لا تجرؤين على الأحتكاك بها بأي سوء لحين أصلاحها ما أفسدتموه بداخلي"

ربما زين خرج عن كامل صمته طوال سنوات سجنه بين أربعة جدران دون أحتواء أحد وليس فقط صمته عن تطاول والدته!

أبتلعت نوڤان ريقها بتوتر لحديثه تخشى أن تُفسد الرابطة الأُسرية بينهم والتى لا تعلم أنها أُفسدت بالفعل، وما أخرجها من شرودها كان نهوض زين وألقائه بمنديله القماشي على الطاولة بقوة ويبدو مُتعكر المزاج ومُستاءً بشدة

رسامي الأعمى || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن