اللوحة الواحدة والثلاثون

375 24 33
                                    

أكان يجب أن أنطفئ
ليرأف بي القدر ويُرزقني بكِ؟

..........

خفتت شهقاتها وجفت دموعها لكنها ظلت بين ذراعيه دون أن تبتعد، تدفق شَكاً بداخلها بأنها دُمية يتم اللعب بها وما إن يمل سيُلقي بها بعيداً ويبحث عن أخري غيرها كما كان يفعل مع السابقين، وهذا كان ضمن ما أستنتجته من حديث جورجيا وتيفاني، هن لُعب يتسلى بها وينتقم بهن من جورجيا كذلك

أهي هكذا بالنسبة له؟

لكن ما يجعلها تَشُك أكثر أن زين لم يخبرها بأياً من ذلك، بل أيضاً لم يُعلق على حديث إحداهن، هل السكوت هنا معناه الرضا عن الحديث وتأكيده أم أن معناه النفى والنفور؟

شعرت بأن عقلها سينفجر لتدفن وجهها بصدره زافرة بقوة "أخبرني أرجوك بمعنى حديثهن، لا تجعلني أشك بك، الظنون تعبث بعقلي وأنا لا أُريد أن اظلمك" همست برجاء تتوسله أن يُريح قلبها فتنهد بعمق يربت على ظهرها بخفة

"لقد واعدتهن فعلاً، لكن أقسم ليس تسليةً بهن، بل رغبةً بالأختلاف، كُنت أتسول الحنان، الدفئ، الحب، كانوا أشياءً أسمع عنها لكنني لم أجربها، ليس بصدق، ولكن مع مرور السنين أصبحتُ أرضاً جرداء لا زرع بها ولا ماء، جفت مشاعري وبَهُت قلبي راجياً بعض الأمان والحب، لكنني لم أجده كما رغبت به، فواعدتهن لعلي أجدهن يمنحوني ما أحتاج، ليس عناقات او قُبلات فلقد أكتفيت بهم ولم يُفيدوني حين فقدت بصري، أردت الشعور بالأمان فقط"

همس بأهتزاز وأنهمرت دموعه ليستنشق بخفة ماسحاً دمعاته بهدوء بينما شعرت هي بتكوُّم غصة بحلقها تُشعرها بالأختناق، ليتها لم تشك به حقاً "لا أعلم لماذا شعرن بأنني أستغلهن، ربما فعلت، لكنه لم يكن أستغلالاً سئ، لقد طالبت بشئ حُرمت منه فقط إلا أنني وجدت في المقابل عدم تقبل ونفور، لذا تركتهن، أو هن تركنني، لا فارق فأنا لم أشعر بأختلاف مواعدتي لهن بعملهن معي، لذلك لم أفكر بأخباركِ، فلم تكن مواعدات حقاً"

أردف بهدوء مستنشقاً بقوة، تألمت أكثر لأجله ولا تعلم كيف نجى من كل هذا؟، هو بطل، حقاً بطل لنجاته، لكنها تدرك أنه لم ينجو سليماً قط، بل أزداد تعقيداً بكل مرة، ليته كان يتسول مالاً لا مشاعر

تنهدت بحزن لتبتعد عنه ورفعت نظارته لتمسح دموعه بحنان "أنا آسفة، آسفة على كل شئ عانيته حقاً زي، سامحني صغيري ليتني لم أشكك بك، لكنني أشتعلت غيرةً فقط لأنني لم  ... لم أكن الأولى او المميزة بحياتك" همست بأهتزاز ولطف فتنهد مبتسماً بخفة "لا تعتذري، لا ذنب لكِ كي تعتذري، وأنا متقبل شككِ بي، أي شئ سأتقبله منكِ على وجه الخصوص، وأنتِ الأولى بالنسبة لي، وبعد كل ما فعلتيه تجرؤين لقول انكِ لستِ مميزة؟" أجاب حديثها مستنكراً بنهاية حديثه فقهقهت بخفة

رسامي الأعمى || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن