يوميات عائلة رسامي -٥-

239 16 41
                                    

~أنا حامل~

دوَّى صوت تكسير ملأ أرجاء المنزل مُفزعاً سُكانه ليهرعوا حيث مصدره بقلق واكثرهم هلعاً كانت نوڤان حينما علمت أن صوت التكسير أتى من غرفة أشغالها

دلفوا للغرفة ليجدوا زين واقفاً ويديه تشكلت وكأنه يمسك شيئاً بينما أسفله وُجدت مزهرية كبيرة مُتحطمة لأشلاء كانت بيومٍ ما جميلة الشكل ومُبهرة

توسعت عينا نوڤان بهلع وصدمة لترفع نظرها عن المزهرية نحو زين المتصنم مكانه بدهشة وسرعان ما أبتلع ريقه ببطء يرتفع بحدقتيه نحوها وأعتلته أبتسامة بلهاء واسعة

"زين واللعنة لقد حطمت مزهرية مشروع تخرجي" صاحت نوڤان بغضب تدنو منه لتتفحص مزهريتها تشعر بأن كل مجهودها ذهب مع الريح

"لماذا فعلت هذا بحق السماء؟" صاحت به بغضبٍ جم لدرجة أشعرته أنها للحظة ستنفجر وتشتعل لشدة غضبها

توتر كثيراً محاولاً إيجاد تبرير وكل ما خرج منه كان "لم تعجبني" وياليته لم يتحدث فلقد ساد الهدوء ما قبل العاصفة وقد خفق قلبه بهلع لتعابيرها المخيفة

"أتمزح معي بحق الجحيم زين!، من المفترض أن أقوم بتسليمها غداً وقد سهرت عليها لثلاثة أيام!، بماذا كنت تفكر واللعنة لتُلقي بكامل مجهودي بالقمامة وأنت تحطمها" صرخت به بغضب وقهر فأغلق عيناه بقوة متلقياً توبيخها بصمت

فماذا سيقول بعد الذي تفوه به؟

"أنا آسف، لم أقصد حقاً، لم أعلم أنها خاصة مشروع تخرجكِ، كما أنها سقطت مني رغماً عني لثُقلها، لم أكن لأحطمها بهذا الشكل المزري" برر سريعاً فعلته يزيد الطين بلة بحديثه

"يا صاح هي تكاد تقتلك كلما تحدثت، أطبق فمك وإلا ستشتاق للسانك، هي تستشاط غضباً بالفعل" تحدث تاي بقلة حيلة شاعراً بأن كارثة ستقام هنا بسبب غباء زين المفرط

صمتت نوڤان تحاول تمالك أعصابها كي لا تجذب شعر زين وتمسح به رخام الأرضية ذهاباً وأياباً "ستقوم بإعادة صنعها زين طالما أنت من حطمها" هتفت بحدة تحدق به بغضب لتتسع عيناه

"أنا!، أقوم بصنع مزهرية!، هذا تقليلاً من مواهبي فأنا رسام لستُ صانع خزف" تحدث بسخرية وأمتعاض فصفع الرفاق جبينهم لغبائه الذي سيقتله بحق

شعرت نوڤات بالإهانة من حديثه لتهدأ تعابيرها وتتجمد فحدقت به تعقد ذراعيها لصدرها "أنت رسامٌ إذاً!، همم حسناً زين كما تريد، لكنك معاقب" هتفت ببرود تمر من جانبه عابرة من فوق المزهرية لتتجه لطاولة صنع الخزف حتى تبدأ من جديد

رسامي الأعمى || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن