اللوحة السابعة والعشرون

398 25 37
                                    

وحينما يَنشغل عقلي عنكِ
أجد قلبي شريداً بكِ

................

همس اسمها بأهتزاز وتهجمت ملامحه "زين، مر وقتٍ طويل، كيف حالك؟" تحدثت جورجيا برقة شعرت نوڤان بأنها مُصطنعة ولم يعجبها أمر أنها مُهمشة هكذا بينهما

وما كادت تُقحم نفسها بينهما حتى نطق زين بجفاء محتضناً دانتي "لنعد للمنزل نوڤي لا أشعر بالراحة هنا" أختفت أبتسامة جورجيا لتمد يدها بهدوء تُحركها أمام عينا زين بمسافة لا تُشعره بها

غضبت نوڤان لفعلتها لتصفع يدها بقوة لدرجة أنها صرخت بألم لفعلتها "لماذا صفعتي يدي يا لعينة؟" صاحت جورجيا بغضب مما جعل زين يقطب حاجبيه بتعجب

"حتى لا تتعدي حدودكِ معه مجدداً" هسهست بنبرة أرجفت أوصال جورجيا حتى أن زين أندهش لتلك النبرة، نوڤان أصبحت مُخيفة بشدة، سحبت مقعده بهدوء لتبدأ بدفعه بعيداً عن منزلها مُتمتمة بكلمات غاضبة لم تصل لمسامع زين لعدم وضوحها

رمش زين بهدوء مُخفضاً رأسه بينما يمسد فرو دانتي بهدوء وسرعان ما تركه يقفز ليسير بجانبهما حتى يُقلل الثقل عنها، شرد يسترجع ذكريات الماضى من ضحكاتهما ومرحهما وسفرهما سوياً وسهراتهما معاً وكذلك علاقتهما، شعر بنغزة بقلبه وأجتمعت الدموع بعيناه فأغلق جفنيه بقوة يمنع نزولهما

"نوڤ، أريد السير" همس برجاء فتوقفت بدهشة وقلق "أنت واثق؟" هتفت بهدوء ليومئ مؤكداً، تنهدت بقلة حيلة وثبتت المقعد جيداً لتُساعده على النهوض بهدوء فأستند عليها دون وضع كامل ثقله فوقها ليستند بعدها على عصاه بكل ثُقله

حاول السير بهدوء مُترنحاً فتابعته بقلق تسير بمُحاذاته ترجو أن تستعد ساقيه كامل صحتهما فهذا سيؤثر على نفسيته أكثر بالسلب، أمسكت بذراعه بلطف وراقبت ساقيه لتبتسم بتوسع حينما شعرت به يسير جيداً بالتدريج

"أجل أنت جيد، تستطيع فعلها زيني" هتفت بلطف وسعادة تُشجعه مما أجبره على الأبتسام رُغماً عنه، أستكمل سيره بهدوء فجذب ذراعه منها يُكمل وحده بصعوبة في البداية لكنه نجح وأصبحت ساقيه أكثر قوة عن السابق

"أجل لقد فعلتها" صاحت بحماس وسعادة لينبح دانتي ببهجة يدور حول زين فتوسعت أبتسامته وتوقف يستدر نحو مصدر صوتها "أكُنت تُعاني من شللٍ مؤقت زي؟" أتى هذا الصوت ليُعكر صفوهما فأختفت أبتسامة زين بينما زفرت نوڤان بقوة وأستدارت تحدق خلفها لتجد جورجيا تقترب منهما أثناء جَّرها للمقعد

"لا أظن أنه من شأنكِ" هتفت نوڤان بتجهم وجذبت المقعد منها لتسحبه متجهة لزين الثابت مكانه دون حديث، تأملته جورجيا من الأعلى للأسفل تعض شفتها بقوة، لقد أزداد وسامة ورجولية بتلك الثماني سنوات، ليتها لم تتركه

رسامي الأعمى || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن