اللوحة الرابعة

443 25 23
                                    

"تلك الطمأنينة التى تغزو روحي حينما تتواجدين لا أريدُها أن تزول أبداً ..."

------------

توسعت عينيها بإندهاش لقوله فتلبكت بحديثها تهمس بغير تصديق "أ-أنت تمزح!؟" أبتسم بخفة ونفى برأسه بهدوء "تريدين دليلاً، أنا أملك ملايين الدلائل بالفعل ولكنكِ قد تَشُكين بهم، لذا أن أرسُمكِ سيُحطم كل ذرة شك بداخلكِ" تحدث بهدوء وجدية لتبتلع ريقها بدهشة

من سابع المستحيلات أن تصُدق هذا، حتى إن رأته يرسمها أمام عينيها لن تُصدق، لم تسمع قبلاً عن رساماً كفيفاً فكيف بحق الإله!!

فتحت فمها لتتحدث ولكن ضوضاء بالخارج أوقفتها لتقطب حاجبيها بتعجب لذاك الصراخ المألوف مع الكلمات البذيئة ولا تعلم شخصاً يملك لساناً قذراً سواها .. رينا

"أبتعدي عن طريقي أيتها الشمطاء الغليظة صديقتي بالداخل منذ ساعة لعينة ولم تخرج بالتأكيد فعلتم بها شئ أيها العهرة" أغلقت عينيها بقوة تصفع جبينها بغير تصديق وتؤمن أنها ستُطرد قبل ان تتوظف بسبب سُبَّاب رينا وقذارة لسانها

"عجباً لم أظن أن هناك فتاة تملك لساناً بهذه القذارة" همس زين بأنزعاج لتبتلع ريقها بتوتر وتقهقه ببلاهة "ولا أنا، ربما هي مجنونة تائهة" تأتأت بحديثها بكل بلاهة تحاول أنقاذ نفسها فأصدر زين ضحكة ساخرة "مِن أكثر الأشياء كُرهاً لقلبي هي نُكران الأصدقاء مهما كانت عيوبهم، نوڤان" هتف ببرود فتصنمت مكانها

منذ وهلة كانت تواسيه على ما فعلوه أصدقائه به والآن هي تفعل المثل!، صدقاً هي بلهاء بهذا الشأن ولكنه لا يعلم طريقة مزاحها من الأساس فكيف يحكُم عليها هكذا "عذراً سيد زين لا أسمح لك بالحُكم علىَّ بهذه السطحية، رينا أكثر من شقيقتي وما قلته للتو كان مزاحاً، لن أقوم بأنكار صديقتي لأجل وظيفة مهما كان أجرها" تحدثت برسمية وبرود ثم نهضت عن الأريكة تتجه للباب لتفتحه

أبتسم بهدوء لحديثها سعيداً به، من الجيد العثور على شخصاً مُخلصاً هكذا في هذه الأوقات، رفع حدقتيه أمامه حين سماعه لخطواتها وتعلقت عيناه عليها تحديداً دون أن يدرك هو فقط وجه حدقتاه نحو مصدر الصوت الوحيد بالغرفة

"سيدة هيلدا توقفي" صاحت نوڤان بهلع حينما رأت السيدة هيلدا تُمسك بسيفٍ أثرياً بينما تُمسك بشعر رينا التى تصرخ بألم وتتلفظ بكلماتٍ بذيئة كثيرة، لم تصدق ما تفعله هذه السيدة، أقال زين أنها مُسنة! هراء، جدياً هذا هراء

ركضت نوڤان نحو السيدة هيلدا تمسك بيدها سريعاً "أهدئي أرجوكِ أهدئي هي مجنونة لا تصدقي حديثها، توقفي" هتفت بنبرة سريعة تحاول أنهاء هذا الشروع في القتل بأي طريقة بينما صاحت رينا "أتركيها، سأجعلها تندم تلك العجوز الشمطاء على جذبها لشعري، سأغير تصميم وجهها" تحدثت بغضب لتلعن نوڤان همساً لأزدياد الأمر سوءاً حيث زمجرت السيدة هيلدا بغضب تقسم على قطع لسان تلك البذيئة

رسامي الأعمى || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن