اللوحة العشرون

388 26 32
                                    

ربما لم أصدق ما معني الحب
إلا عندما نبض قلبي باسمكِ دون رؤيتكِ

-------------

أرتجفت يداه ليشتد ضغطه على عصاه بقوة وأخفض رأسه بصمت للحظات وعقله يعود بذكرياته لما قبل سبع سنواتٍ ونصف، أغلق عيناه بقوة لثواني ثم أعاد فتحهما لتبدو عليه ملامحه الجمود والجفاء "أجل، كُنت على معرفةً بها، لماذا؟" أجاب ببرود فتعجب لوي لهذا وحمحم بخفة

"تهيأ لي أنني رأيتُك سابقاً وكنتُ محقاً، ألم تكن حبيبها؟" تحدث بهدوء ورينا تُركز بهذا الحديث في حين نوڤان أستمعت لسؤال لوي الأخير حينما أقتربت منهم بعدما أنهت مُكالمتها مع والدتها فمكثت مكانها بعيداً عنهم قليلاً تسترق السمع بدهشة

"همم كُنت، لكننا لم نعد" أجاب زين بأقتضاب ليزداد تعجب لوي أكثر ولأنه فضولي بشدة وأعتبر نفسه صديقاً لزين بالفعل فعاد للسؤال مجدداً "وما السبب؟، أيمكنك أخباري إن لم يزعجك" أزداد ضيق زين وتشنجات جسده بدأت تضاعف دون أن يلاحظاه لوي ورينا

راقبته نوڤان بأهتمام لتلاحظ يداه اللتان يرتجفان فهرعت له سريعاً لتنحني مُقرفصة أمامه واضعة كلتا يداها على خاصته مما أجفله وكاد يبعد يداه إلا أن رائحة الزهور العطِرة خاصتها غمرت أنفه فإستكان مكانه هامساً بأهتزاز وتوسل "أعيديني للمنزل نوڤان"

تمزق قلبها لنبرته لتهمهم بلطف "سأفعل، هيا لنذهب، أعتذر لوي ولكننا يجب أن نذهب" هدأته بلطف وأنهت حديثها للوي الذي شعر بالقلق والتعجب ولكنه رضخ قائلاً بلطف "لا بأس، سُررت بلقائك زين، أثق أنها لن تكون المرة الأخيرة" أكتفى زين بالأيماء ناهضاً وساروا مبتعدين عنهما بينما تلوح لهما نوڤان ثم عادت لوضع يدها على ظهر زين بلطف

"أنت بخير؟" تسائلت بأهتمام فنفى برأسه مبتلعاً ريقه بصعوبة "أشعر بالأختناق" همس بأهتزاز ليهلع قلبها لأجله لا تعلم ماذا تفعل فألتفتت لأحد الحرس "أرجوك أذهب وأحضر السيارة هنا، تصرف" هتفت بجدية لينصاع لها وهرع ركضاً كي يحضرها

بينما أجلسته نوڤان على أحد مقاعد الراحة وجلست بجانبه سريعاً لتحتضنه مُسندة رأسه على كتفها وشرعت بالمسح على شعره بلطف بيدها السليمة أما الأخرى فأمسكت بها يده بلطف تمسدها بأبهامها بلطف

ظل يتنفس آخذاً شهيقاً وزفيراً بتسارع وكأنه للتو كان يركض ورغبة كبيرة في البكاء تملكته، لم يشعر بهذا الضعف قبلاً، لقد ظن أنه تخطى الأمر ولكنه لم يفعل حقاً، بل تصنع أنه تخطاه ونسيه وعدم ذِكر الأمر جعله يُصدق حقاً أنه نجح

داعبت فروة رأسه بلطف لعلها تبعث الراحة له وهمست له بحنان "كل شئ سيكون بخير ز.." لم تكمل حديثها حيث أبتعد عنها وصاح "لا شئ بخير، لا تخدعيني بتلك الكلمة وأنا أعلم أن لا شئ بخير، أنا لستُ بخير، لقد مكثت أحاول تخطي ما أفتعلته بي لسبع سنواتٍ ونصف لكنني عجزت، أنا أضعف من أن أتخطاها، هي لا تريد تركِ، وكأنها تمسك بقلبي تضع به خنجراً، لا هي تُشفق علىَّ فتخرجه ولا هي تدسه بأكمله فتقتلني لأرتاح، أنا لستُ بخير" صرخ بها بحرقة جاذباً أنتباه جميع من حولهم

رسامي الأعمى || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن