اللوحة الثالثة عشر

431 28 38
                                    

"رجوت ألا أفقد أحداً"
"ولكن لماذا الآن أفقد الكثير؟"
"رجاءً ضُميني فلا أملك سواكِ الآن"

---------------

"زين رجاءً إهدأ، دانتي بالتأكيد بخير وإيلايجا سيعود به سالماً مُعافاً فلا تقلق" حاولت هيلدا طمئنته ولكن زين كان هادئ بشكلٍ مُخيف لدرجة أفزعت هيلدا ونوڤان

ترددت كثيراً قبل أن تقول هذا ولكنها يجب أن تقوله فنطقت سريعاً بصعوبة "أذهبوا للبحث عنه حيث الحفرة التى كُنتُ بها لعلكما تجدانهما هناك" قطبت هيلدا حاجبيها بتعجب تنظر لها بعدم فهم "لماذا؟، ما الذي سيجعل السيدة تريشا تذهب ..." صمتت هيلدا بإدراك وتوسعت عينيها بغير تصديق

سقط المقعد بقوة حينما نهض زين بعنف وخرج من الغرفة مسرعاً محاولاً التركيز بطريقه، أعتدلت نوڤان سريعاً تأن بألم لتقول "سيدة هيلدا أتبعيه سريعاً أرجوكِ" هزت الأخيرة رأسها لتتبعه مسرعة راجية ألا يؤذي نفسه بتهوره هذا

تراجعت نوڤان تُريح ظهرها على الوسادة وتمنت مِن أعماق قلبها أن يكون دانتي بخير فهي تتوقع منذ الآن كيف ستكون حالة زين إن حدث له شئ

نزل زين مسرعاً على الدرج متجهاً لمرسمه ومِن المرسم خرج للحديقة وركض مسرعاً بطريقٍ مُستقيم كما ركض به دانتي حتى يصلان لنوڤان، أسرعت هيلدا بتتبعه مُنادية أياه كي يتوقف ولكن لا حياة لمَن تُنادي فزين أقسم على ألا يتوقف حتى يصل للحفرة

خفق قلبه بلهفة حينما أستمع لنباح دانتي وزمجرته الغاضبة وأمتزج معه نحيبٌ باكي مُتألم فأسرع بركضه أكثر حتى شعر بأقترابه من صوت نباح دانتي فصرخ مُنادياً "دانتي" أنتبه الآخير له ليهتز زيله بسعادة ونبح ببهجة ليركض حيث زين وأرتفع على قدميه الخلفية يستند على جسد زين وكأنه يخبره أن يتوقف عن السير ففعل الآخر بالفعل وعانقه بقوة

"إلهي، من الجيد أنك بخير أيها الصغير، خِفت أن يحدث لك شئ" همس بسعادة ولهاث بينما يعانقه بقوة ودانتي يلعق وجه زين كلما سنحت له الفرصة وهو أبداً لم يمانع فيكفيه أن صديقه الصدوق معه وبجانبه وسالم كذلك

أقتربت هيلدا منهما لتبتسم بسعادة كونه بخير ولكن أختفت أبتسامتها لسماع ذاك الأنين المتألم فأقتربت من الحفرة لتشهق واضعة يدها على فمها بأندهاش، فالسيدة تريشا ساقطة بداخل الحُفرة وساقها مجروحة بشدة إثر عضة قوية، والتى لم تكن سوى عضة دانتي دفاعاً عن نفسه

"ماذا هناك هيلدا؟" سأل زين بهدوء فألتفتت تنظر له "السيدة تريشا مصابة بعضة قوية وتنزف بداخل الحفرة" أجابته بهدوء لتهمس تريشا "أرجوكما أخرجاني، زين، بُنى أخرجني" توسلتهما ببكاء ونحيب فلم يهتز جفن زين ولو قيد أنمُلة

رسامي الأعمى || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن