اللوحة الثانية عشر

412 27 26
                                    

"حينما شعرت لوهلة أننى سأفقدكِ"
"تمنيت أن أحاصركِ بين ذراعاي أمنع ذهابكِ"

------------

شدت هيلدا على عناقه بقوة تُحاول تهدأته عن نوبة بكائه تلك ولكنها تفاجأت من أبعاده لها ومسح دموعه بخشونة ثم همس بحشرجة "أذهبي لتَفَقُد شون فلقد تأخر، يجب أن نعود للمنزل" تعجبت مِن رغبته بالعودة ولكنها شعرت بعدم راحته لتواجده بمكانٌ عام لتهمهم بالأيجاب تربت على كتفه بلطف ثم تركته ذاهبة

ظل واقفاً مكانه يستند على عصاه وقلبه يخفق بقوة ندماً وأضطراباً، يلوم نفسه أشد اللوم، إذا أستمع لحدسه بوقتٍ سابق لكانت حالتها أفضل الآن، إن فقط أنصاع لشعور الغرابة بداخله لما آلت الأمور لتواجدها بالمشفى، إن فقط وضعها بمكانة كبيرة حيث يلحظ غيابها لما حدث ما حدث، إن كان فقط مُبصراً لأستطاع إنقاذها ما إن أشعره دانتي بشئٍ غريب وما كان سيقف كالتمثال لا حاجة لوجوده

يؤلمه كثيراً عجزه حتى عن الدخول لها وتَفَقُد حالتها كونه لا يعلم إين ستكون هي، ولكنه تسمر لوهلة مُتذكزاً أمراً هاماً، رائحة عبير الزهور العَطِرة خاصتها مُميزة!، يستطيع تمييزها صحيح؟، هذا أقل ما يقدر على فعله

تحرك بهدوء بينما يُحرك عصاه عشوائياً كي يتجنب الأرتطام بأي شئ وحينما أصطدمت عصاه بالباب أقترب بهدوء ليفتحه فتصله رائحة المُعقمات التى كانت قوية بشدة بالنسبة له وأصابته بالصداع، قطب حاجبيه بضيق ليُكمل سيره بينما يتحرك بعصاه فتوقف حين أستمع لرنة شيئاً حديدياً أصطدمت عصاه به

هذا فراش!، أدرك ماهية ما أصطدم به حينما تحسس قُضبان الفراش الحديدية لينحني مُتحسساً ما إن كان هناك مريضاً عليه أم لا فوجده فارغاً، تحرك تاركاً الفراش الأول وتفقد الثاني ليجد شخصاً متمدد فأنحنى زين بهدوء مُستنشقاً رائحة هذا الشخص ليستقم مسرعاً بتقزز لرائحة الدماء التى هاجمت أنفه ولم تكن لطيفة بالنسبة له

تحرك مجدداً بحذر يمر من جانب فراشاً ما ليشعر بوخزة بقلبه أوقفته ثابتاً بمكانه وأدار رأسه نحو ذاك الفراش ليُحرك عصاه فأصطدمت به ليقترب مُنحنياً فغمرت رائحة الزهور أنفه ليبتسم بتوسع "وجدتكِ" همس بسعادة وتحسس الفراش حتى يستطيع الوصول ليدها وما إن تحسسها وتفقد ملمسها ميَّزها سريعاً ليجلس بقربها واضعاً يدها بحجره يمسدها بلطف

"نوڤان.." همس بلهفة وأنتظر لثواني ولكن لم يأتيه ردها فأدرك أنها لازالت فاقدة وعيها ربما أو نائمة، تنهد بثقل وراح يمسد يدها بلطف مُخفضاً رأسه "أنا آسف حقاً" همس بحزن وتوقف عن الحديث حينما أستمع لمناداة هيلدا له وأقترابها من الغرفة لتتنهد الأخيرة براحة عندما عثرت عليه وقد فُزع قلبها حينما عادت ولم تجده

رسامي الأعمى || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن