اللوحة السادسة

442 31 29
                                    

"إن كنتِ ذهبتِ بذلك اليوم .."
"لَكانت روحي فارقت جسدي .."

------------

أنتفضت كلتاهما مِن صوت تحطيم الأشياء الصادر من الغرفة المجاورة لغرفتها لتنهضنَّ كلتاهما سريعاً وركضت هيلدا حيث الغرفة وفتحتها لتشهق نوڤان تضع يديها على فمها مِن هوَّل ما رأت، الزجاج المنكسر متناثر هنا وهناك والأثاث منقلباً رأساً على عقب ومِلائة وغطاء الفراش الفراش مُمزقان بشدة، وكأن هناك أعصاراً ضرب الغرفة

وفي الزاوية يجلس زين ضاماً ساقيه لصدره بينما يضع رأسه بين يداه يجذب خصلاته بقوة وجسده ينتفض مُتشنجاً، هرعت له هيلدا سريعاً وبحذر كي لا تصطدم بشئ لتجلس أمامه ممسكة بيده بلطف "أهدأ زين لا بأس كل شئ بخير" همست له بحنان لتتسع عينيها بدهشة حينما بدأ يَصدِم مؤخرة رأسه بالحائط بقوة في محاولة لأذية نفسه "نوڤان" صاحت هيلدا تستغيث بها

أنتفضت مستفيقة من صدمتها لتهرع لهما وجلست قرب زين تضع يدها خلف رأسه لتقطب حاجبيها بألم لضربه كفها بالحائط ولكنها تحملت مُمسكة بيده بلطف "زين .. زين أستمع لي، ما لون السماء؟" تسائلت بلطف ونبرة سريعة ولكنه زمجر لاهثاً بقوة غير مُركزاً معها

أشارت نوڤان لهيلدا بأن تنهض لتفعل الأخرى بتعجب وأستبدلت مكانها مع نوڤان كي تحمي رأسه مِن أن يؤذيها في حين جلست نوڤان أمامه تمسك بيداه بلطف تمسدهما بحنان "أهدأ وركز معي زين، هيا ما لون السماء؟، أهناك رساماً لا يعلم لون السماء؟" قالت بلطف تحاول إثارة أهتمامه ليُركز معها راجية أن يفلح الأمر

خفتت زمجرته مستمعاً لها ليلهث بقوة متشنجاً وضغط على يداها بقوة فآنت بألم ولكنها تركته لعل هذا يُريحه "لَ-لَبَنية" همس بحشرجة وصوت مبحوح لتبتسم بتوسع كَوُن الأمر يَفلح "رائع، وما لون الأرض؟" قالت بلطف تمدحه وتسائلت بفضول وكأنها تُلاعب طفلاً صغيراً

وهذا جعل تسارع أنفاسه يخفت بأطمئنان طفيف وتَخِف قوة قبضتيه على يديها قليلاً وأبتلع ريقه يُجيبها بتقطع وهمس "بُنية" راقبت هيلدا ما يحدث بصدمة لا تُصدق كيف زين يهدأ من نوبته سريعاً هكذا وكان هذا مُستحيلاً قبلاً

توسعت أبتسامة نوڤان تضغط على يديه بلطف "جيد .. جيد جداً زين، وما لون زهرة الزعفران؟" قالت بلطف وسعادة لتظهر أبتسامة خفيفة على محياه رُغم تعجبه لأسئلتها ولكنه ظن أنها تختبره فقط فأجاب بهدوء وأهتزاز طفيف "بَنفسجية"

همهمت بتأكيد لتترك يداه فأختفت أبتسامته شاعراً بالفراغ وعدم الأمان وبرودة لَفَحت كفيه جعلته يُخفض رأسه بحزن ولكنه تفاجئ بها تُرتب شعره المُبعثر ثم تُمسده بلطف "وما هو لون بيكاسو القرن الواحد والعشرين؟" تسائلت بنبرة لطيفة فرمش بتعجب قاطباً حاجبيه

رسامي الأعمى || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن