اللوحة الثانية والأربعون

335 21 10
                                    

عُودي لازال ما بي .. يحترق في هواكِ
أنتِ الماضي والآتي .. وقلبي يدور في مداكِ
صوتكِ عاش في ذاتي .. وروحي كلها فِداكِ
وحياتي بدونكِ .. عُمرٌ فاني

..........

في الصباح الباكر أستيقظت نوڤان لتتجهز للذهاب لزين وترجلت السلم لتجد تاي وتورا متجهزان كذلك يقفان أمام باب المنزل، قطبت حاجبيها بتعجب لوقوفهما هكذا وتساءلت "ما الأمر؟" رفع تاي رأسه لها وتنهد بخفة

"زين يرغب بإجراء العملية الجراحية بأقرب وقت، لذا سآخذه للمشفى لنجري بعض الفحوصات ونرى ما إن كان يستطيع إجراءها اليوم أم لا" تحدث تاي بهدوء لينقبض قلبها فأقتربت منه سريعاً

"هل العملية خطيرة؟، هل سيحدث له شئ؟" سألت بقلق فأبتسمت تورا بخفة تمسك بيدها بلطف "لا تقلقي هكذا، العملية ستأخذ خمسة دقائق فقط، وسيخرج بعدها يعيش حياته بطبيعية مع بعض الإجراءات البسيطة* طمأنتها تورا لتومئ بخفة

ربما أطمأنت قليلاً لكنها لا تزال قلقة، فهي تعلم أن زين يخشى أقل الأشياء وبالأخص المشفيات والعمليات، لذا قلبها لم يرتح قط، خرجت معهم وساروا للمنزل بهدوء بينما يتحدثون عن أمر العملية

وقفت تطرق الباب عدة مرات فينبح دانتي بقوة كترحيباً بهم، لحظات وسمعوا صياح جورجيا بدانتي ليهدأ لتفتح الباب لهم، قلبت عينيها بملل وتركتهم لتدخل للداخل

دلفت تورا خلفها سريعاً لتمسك بشعرها بقوة فصرخت الأخيرة بألم متلفظة بأقذر الألفاظ، جذبتها تقربها لها لتنظر لوجهها بكره "أقسم لكِ لن أجعلكِ تنعمين بحياة هانئة أبداً، فمن الافضل لكِ أن تقتلي نفسكِ قبل أن أقرر أنا قتلكِ" همست بحدة ثم دفعتها لتسقط الأخيرة أرضاً بقوة متألمة

سارت مبتعدة عنها لتجلس على الأريكة واضعة ساقاً فوق الأخرى بينما مر تاي من جانبها بهدوء يقهقه بسخرية فخوراً كثيراً بصغيرته، راقبتها نوڤان ببرود لتعبر من جانبها تصعد للأعلى حيث زين، طرقت على الباب عدة مرات فلم تسمع إجابته

فتحت الباب ببطء مدخلة رأسها لتجده نائماً بعمق شديد لتقطب حاجبيها بتعجب وسارت نحوه بهدوء قلقة لهدوئه هذا فهو خفيف النوم "سيد زين" همست بهدوء تدنو منه أكثر

وضعت يدها على كتفه تقوم بهزه بلطف عدة مرات "سيد زين ... زين أستيقظ" نادته العديد من المرات لكنه لم يكن يستجب مطلقاً، خفق قلبها بقلق لتجلس بجانبه وتفحصت نبضه لتنتصب واقفة بهلع حينما وجدته ضعيفاً "تاي" صرخت منادية بهلع بينما تقوم بهز زين الذي كان أشبه بالميت

نهض تاي سريعاً بقلق حينما سمع صراخها لتتبعه تورا مسرعة بقلق، أتجه لهما مسرعاً "ت-تاي، زين .. زين لا يستيقظ" هتفت بقلق بينما تحتضنه لصدرها باكية بحرقة، قاست تورا نبضه لتنظر لتاي بهلع "أحمله لنذهب للمشفى هو يحتضر" هتفت بجدية فأنصاع لها وبصعوبة أبعدا نوڤان عنه ليحمله تاي علي ظهره

رسامي الأعمى || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن