اللوحة الرابعة عشر

411 28 17
                                    

"سرقت قبلتكِ الأولى فسرقتي قلبي"
"هذا ليس عدلاً!"

------------

توسعت عينيها بأندهاش لفعلته وأضطرب قلبها بقوة كما أنقطعت أنفاسها، لا تصدق ما فعله، لقد سرق قبلتها الأولي!، شعرت بأطرافها تتخدر لملمس شفتيه ولكن سرعان ما أستفاقت وضربت كتفه بيدها السليمة عدت مرات في محاولة لأبعاده مُصدرة زمجرة مرتعدة

فتح عيناه مُدركاً ما فعله ليبتعد سريعاً مُحمحماً بتوتر بينما شهقت هي تستعد أنفاسها تجلس بأعتدال بينما تشعر بوجنتيها مشتعلان بشدة لخجلها، توتر كثيراً مبتلعاً ريقه بصعوبة ليهمس بتردد "أ-أنا آسف، لم أشعر بما أفعل، أعتذر لتعدي حدودي"

رفعت نظرها تحدق به بغير تصديق وكلماتها تبخرت كُلياً لا تعلم ماذا تقول، قبلتها الأولى تمت سرقتها من كفيف والذي من المفترض لا يري فكيف بحق الجحيم علم طريق شفتيها

"أ-أنت أكبر كاذب في الوجود" صاحت بحشرجة لتأن بألم من حنجرتها فسعلت كثيراً تضع يدها على عنقها، أنتفض لصراخها المفاجئ ليقلق من سعالها فنهض يُحرك يديه عشوائياً حتى تلامست أنامله مع كأس الماء فامسكه سريعاً ومده لها "إهدئي، أنا آسف أقسم أنا آسف فقط لا تفقدين أعصابكِ أرجوكِ" هتف بلطف ورجاء

رفعت يدها تأخد كأس الماء منه وأحتسته دفعةً واحدة لتلهث بعدها بوتيرة سريعة وأعادت الكأس مكانه لتنظر له بهدوء بينما تُحاول ضبط أنفاسها "كيف تجرأت؟" همست بهدوء فأخفض رأسه بندم يفرك أنامله ببعضها "أنا آسف حقاً، لم أشعر بنفسي وأنا أفعلها، سامحيني" همس بندم وحزن

ولم تتوقع أن يشعر بهما من الأساس، أجل سرق قبلتها الأولى ولكن هل الأمر يدعو للندم والحزن؟، مهلاً أيخشى أن تُخاصمه وترفض الحديث معه وتتركه؟، ستُحطم رأسه إن كان يفكر بهذه الطريقة

"أرجوكِ لا تظلي صامتة، أعلم أنني أخطأت ولكن سامحيني، لم أكن بوعيِّ حينما فعلتها" أردف برهبة وندم شديد فقضمت شفتها بضيق، أجل لقد أصابت هو يفكر بتلك الطريقة، صفعت جبينها بغير تصديق لتهمس بتعب "زين توقف عن الأعتذار أرجوك مرةً واحدة تكفي، أنا أبغض كثرة الأعتذار، إهدأ أنت أخطأت وأعتذرت وأنا تقبلت أعتذارك فلا تفكر أنني سأترك العمل لديك"

أوضحت بهدوء مما أراح قلبه قليلاً، صدقاً لقد خشيَّ أن تتركه وتترك العمل، هو أصبح يخاف التعامل مع الأشخاص الآن بسبب ما فعلته والدته مما جعله يود العودة لشرنقته مرة أخرى ويختفي

إلا أنها بوجودها تمنعه، وكأنها ممسكة بيده تساعده على النهوض كلما تعثر، وكل هذا بيومان؟، أجل فقط بيومان صنعت نوڤان زاوية مُريحة بحياته لن يتردد لحظة بالركض لها حينما يشعر بالتخبط، يومان فقط تواجدت بهما معه صنعت أثنائهما أثراً طيباً بداخله بتصرفاتها العفوية

رسامي الأعمى || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن