اللوحة السادسة والعشرون

381 24 30
                                    

إن أردت أن أحتمي من قسوة الحياة
فسأركض لأحتمي بكِ

................

نقلت نظرها لليام بقلق لحالة زين ولا تدري أهي طبيعية أم لا، بالتأكيد زين ليس طبيعياً فهذه ليست تصرفاته!

أشار لها ليام لتتبعه للخارج فأومأت سريعاً ونظرت لزين الذي حافظ على أبتسامته لكنه كان صامتاً شريداً ولم يوقظه من شروده سوى قولها "زيني صغيري سأذهب لتحضير الخيمة لنا وأحضر لك دانتي" تحدثت بحنان فتفاجئت به يبحث عن يدها وسارع بأمساكها رافضاً أن تُغادره

"لا، أبقى" نطق كلمتاه برجاء والخوف أمتزج بنبرته، لا تدري مما يخاف فهي ملتصقة به، لكن يبدو أن لازال لديه مخاوف بداخله بأن تتركه، هذا سئ حقاً

"صغيري لن أبتعد ولن اتأخر، سأعود على الفور وسأسابق الريح لأجلك، فلا تقلق" حاولت طمأنته بلطف لكنه أصر على عدم تركها ضاغطاً على يدها والتى كانت المُجبرة بالمناسبة فقطبت حاجبيها لضغطه شاعرة بذراعها ليست بخير فهمست برجاء "زين أترك يدي أنت تؤلمني"

ما إن نطقت بحديثها تركها سريعاً لكنه أستبدل يدها المجبرة بالأخرى السليمة، واللعنة كيف يصل لها؟، رفعت حاجبيها بدهشة وضيقت عينيها "بدأت أشك أنك كفيف زين، كيف تصل ليداي بحق السماء؟" هتفت بتذمر فأخفض رأسه وهزها بعدم معرفة مُحافظاً على صمته

صمته الذي يقتلها بشدة ويقلقها كذلك

تنهدت بقوة وحاولت سحب يدها برفق "زين أقسم لك لن أتأخر" أردفت بلطف وجدية فخضع لها رُغماً عنه شاعراً بأنه أصبح ثقيلاً عليها، فترك يدها بتردد وعقد ذراعيه لصدره بهدوء وعينيه الناعستان ثابتتان أمامه

شعرت بالذنب لشعورها أنها ضغطت عليه وأجبرته فأقتربت منه تقبل رأسه بلطف "سأعود لك أعدك، إن كنت بخير وقادر على التحرك جيداً أقسم كنت سآخذك معي، لكن أنت يجب أن ترتاح، ألست فتى جيد؟" تحدثت بلطف فأومأ بهدوء دون حديث

دمعت عينيها لتتنهد بضيق ونظرت لليام الذي رفع كتفيه بقلة حيلة، حدقت بزين بحزن ثم نهضت بهدوء تُغادره لكنها توقفت تلتفت له فوجدته تمدد على جانبه يعطيها ظهره وأنكمش ضاماً ساقيه لصدره، تألم قلبها لوضعيته فنظرت لليام نافية "أعتذر، لن أتركه" همست له فوافقها الرأي

"لا يجب أن تتركيه بالفعل، سأحادثكِ بالهاتف أفضل، وغداً سأعود للأطمئنان عليه، فقط واظبي علي منحه دوائه فهذا سيجعل توازنه يعود مجدداً" همس لها بجدية فأومأت بتفهم وعادت لزين مجدداً لتجلس بجانبه واضعة يدها على كتفه

"زيني صغيري، أنا هنا، أرأيت لم أتأخر" قالت بحنان فهز رأسه موافقاً لتُلاحظ عبوساً خفيفاً على محياه، تنهدت مبتسمة بقلة حيلة مُدركة أن زين الصغير منزعج منها، أنحنت تقترب من أُذنه بينما تتمسك بكنزته بقوة "هيا ستُفوت قُبلاتك" همست بمكر فنهض سريعاً كما توقعت

رسامي الأعمى || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن