اللوحة السابعة

432 28 29
                                    

"بتلك اللحظة شعرت بحاجة شديدة للأنهيار"
"لأننى آمنت أن هناك مَن سيجعلني أنهض مجدداً"

----------

ترقرقت الدموع بعينا نوڤان حينما رأت أنهيار زين مع شهقاته العالية التى صدحت بأرجاء البهو، دَنت منهما سريعاً حينما لاحظت أنهيار جسد زين بين ذراعي السيدة ريتشارد فتنحني معه أرضاً تحتضنه بقوة بينما تربت على ظهره تارة وتمسح على شعره بلطف تارة أخرى في مُحاولة بائسة لتهدأته

أقتربت نوڤان لتجلس بجانبه تضع يدها على ظهره فأقتربت هيلدا كذلك بقلباً متحطم بشدة لأجله وأنحنت تجلس على دَرَجة السُلم خلفه تضع يدها أيضاً على ظهره

ثلاثتهنَّ أشعرنَّه أنه ليس وحيد، بأن أنهياره ليس عاراً أو عيباً، لربما كان بحاجة لتواجد أُناساً حوله يُشعرونه بأهميته حتى وإن كان بطريقة بسيطة، شعوره بآدميته كان عن طريق تصرفاتهنَّ ولم يفلح بأشعاره بهذا سوى جده المتوفى

لقد كان بحاجتهنَّ حقاً ..

ظل على هذا الحال يشهق ويبكي كثيراً للحظات حتى جفت دموعه وهدأت شهقاته بالتدريج وثَبُت مكانه بين ذراعي السيدة ريتشارد والتي لم تَمل لحظة مِن التربيت على ظهره حتى يهدأ والجدير بالذِكر أن لا أحد مِنهُنَّ تجرأ على أيقاف نوبة بكائه، بل تَرَكنَّه يُخرج كل ذرة بكاء بداخله عل هذا يُريحه ويجعله يتعافى قليلاً

أبتعد عنها بهدوء يستنشق بقوة وأحمرار وجهه الغارق بدموعه جعل مظهره لطيفاً فأبتسمت نوڤان لهذا ولكن سرعان ما أخفت أبتسامتها كي لا تظن إحداهن أنها تستخف به او ما شابه

أخرجت السيدة ريتشارد مِنديلًا ورقياً مِن حقيبتها لتمده لزين بلطف "أنت بخير الآن بُني؟" سألته بحنان فأومأ بهدوء وصمت يستنشق بقوة ولم يُبدي أية ردة فعل على يدها الممدودة له مما أثار تعجبها فأخذت نوڤان المنديل منها لتضعه بيده بلطف فأخذه شاكراً بهمس وبدأ ينظف أنفه ويمسح دموعه بهدوء وبروية

راقبته السيدة ريتشارد بتعجب وتركيز حتى أتسعت عينيها لأدراكها أنه كفيفاً!، فنظرت لنوڤان مسرعة بدهشة فأشارت الأخرى لها بالصمت وألا تُعقب عن الأمر، أبتلعت ريقها بتوتر لتومئ موافقة ثم نهضت بهدوء حاملة حقيبتها "أعتذر عن صفعك بُني وأرجو أن تكون بخير الآن" قالت بلطف ليهز رأسه بخفة صامتاً ويبدو أنه لم يستفق بعد مِن أثر دفئ أحتضانها له

نقلت السيدة ريتشارد بصرها بين ثلاثتهم لينتهي بها المطاف تُحدق بأبنتها فأشارت لها بالأقتراب لتنصاع الأخرى سريعاً تنهض مقتربة منها، أخذتها السيدة ريتشارد بعيداً عنهما لتهمس بهدوء "الوضع صار غريباً، أهو كفيفاً حقاً؟، لم أشعر بهذا بجدية" قهقهت نوڤان بخفوت لتهمهم موافقة على حديثها "صدقاً أمي لا أحد يُصدق أنه كفيف، ولكن لأجل أنه معتاداً على هذا، بالمناسبة أشكركِ لتواجدكِ، ما فعلتيه للتو ربما أصلح بداخله القليل" قالت بهمس شاكرة

رسامي الأعمى || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن