اللوحة الثانية والعشرون

421 29 67
                                    

وبعشقكِ سقط سهواً
وها أنا أصبحت عاشقاً

-------------

توسعت عينيها بدهشة لقبلته متجمدة بمكانها، هذه ليست المرة الأولى، فلماذا واللعنة تظل تتأثر بكل قبلة يهديها لها!، بل لماذا يقبلها من الأساس؟، مَن يظن نفسه؟

هي أرادت دفعه بشدة، لكنها لم تأخذ فرصتها، فلقد أقتحمت والدتها الغرفة قبل أن تُبدي أية ردة فعل لتشهق بتفاجئ لوضعهما فأسرعت نوڤان بدفعه بقوة تلهث بشدة ناهضة عنه مما أسقطه ارضاً وتآوه ألماً لأصطدام ظهره

"ماذا يحدث هنا؟" هتفت والدتها بصرامة بينما توترت نوڤان كثيراً لا تعلم ماذا تقول، كيف تدافع عن نفسها من الأساس فلقد رأتهما والدتها بأم عينيها أستُكذبها؟

"أ-أمي أنا .. أنا .." عجزت عن إيجاد كلمات مناسبة تشرح بها موقفها في حين نهض زين عن تمدده قاطباً حاجبيه بألم يستمع لهما فهمس بهدوء "أنا آسف، الأمر كان عفوياً سيدتي، لقد كانت غلطتي؛ أنا الذي قبلتها عنوة" برر لأنقاذ نوڤان فضيقت الأم عينيها بغضب

"وبأي حق تقبلها؟" صاحت بحدة مما جعله يخفض رأسه بصمت في حين أستندت نوڤان على الحائط تُصارع ذلك الدوار "أمي، أهدئي، زين كان عفوياً لأنه أعتاد علىَّ، هو عاطفي كثيراً لذا فعل هذا، أهدئي" حاولت تهدأت براكين عضب والدتها رُغم أنها لم تقتنع بما تفوهت به

ماذا يعنى أنه عاطفي كثيراً!، أهذا يمنحه حق تقبيلها كلما سنحت له الفرصة!، نقلت الأم نظرها بينهما بأنزعاج وعدم أقتناع "فلتأتوا للأسفل الآن، وحذاري أن أعلم أنك كررت هذا الأمر زين فحينها سأمنحك صفعة أسوأ من الأولى" هسهست الأم بحدة لشكوكها أنه يتحرش بأبنتها الوحيدة ولن تسمح بهذا أن يحدث مُطلقاً

"لا تقلقي أمي لن يكررها" هتفت نوڤان بلطف وجدية فغادرت الأم بعدما رمقت زين بغضب تاركة باب الغرفة مفتوحاً تحسباً لأي شئ قد يحدث، ألتفتت نوڤان له بغضبٍ جم فوجدته يداعب أنامله بتوتر كما الأطفال حينما يٌخطئون

لكنها لم تقع لتأثير لطافته، لن تمرر هذا الأمر له فلقد طفح كيلها، لكنها حاولت أن تحرص على ألا تكون قاسية، لن تصبح قاسية وسيئة بعدما أصبحت ملجأه ومصدر راحته

لذا همست بحدة توبخه "زين هذه ليست المرة الأولى ولقد تعديت حدودك كثيراً، بكل مرة تقول أنك لن تكررها ولكنك واللعنة تستمر بتكرارها، أنا لستُ حبيبتك لتظل تلمسني وتقبلني كلما سنحت لك الفرصة" كانت غاضبة كثيراً وتشعر بمشاعر مضطربة كانت أغلبها تُشعرها بالسوء

لم تحب أنها مُتساهلة معه هكذا لأجل مرضه وحالته، ليس لأنه مريض ستسمح له بالتعدي عليها هكذا وتصمت!، لأجل ماذا ستفعل هذا من الأساس!

رسامي الأعمى || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن