اللوحة الخامسة

433 27 32
                                    

"ربما أكون مستفزاً ولئيماً"
"لكنني أبداً لن أكون سيئاً لكِ"

-----------

نهضت ممسكة بالعقد لتخرج من غرفتها تصفع الباب خلفها لتسير وسط الممر تُدبدب أرضاً بغضب الشديد وترجلت السُلم بينما تصرخ غضباً "أنت أيها السيد، أتظنني جارية لأوافق على تلك البنود، فاقدة للكرامة هي التي ستوافق على تلك اللعنة"

أستمع لها بينما يجلس أمام لوحته وفرشاة الرسم بيده في غرفة شابهت النعيم بتصميمها حيث كانت جدرانها زجاجية شفافة تُظهر الحديقة الخلفية بأشجارها وأعشابها ومروج زهورها البنفسجية والبيضاء وشعاع الشمس يُنير الغرفة بالكامل

كما بداخل الغرفة تواجدت مجموعة من الإناءات الفُخارية ذات النباتات المختلفة وسقفها أمتلأ بنباتات مُتدلية بها بعض الزهور الصغيرة الوردية

وبالمنتصف تواجد حامل اللوحات الخشبي الكبير أمام زجاج يُظهر خلفه أمتداد لأرضٍ عُشبية تبعث الهدوء بالنفس والسكينة، وخلف الحامل المقعد الخاص به يُجاوره طاولة مُستطيلة وكبيرة تحمل الكثير من معدات الرسم والألوان المختلفة

وعلى الجانب الآخر وُجد أربعة مقاعد بيضاء حديدية تشكلت ظهورها كالقضبان وبمنتصفهم طاولة بُنية اللون وينتهي كل هذا بمُشغل للموسيقى بزاوية الغرفة تصدُح منه موسيقى كلاسيكية هادئة تبث الراحة والأنسجام بالنفوس

توقف عما يفعله يلتفت قليلاً برأسه حيث مصدر صوتها ليهمس بهدوء "أحضريها سيدة هيلدا" أومأت الأخيرة تُنفذ أمره لتتحرك خارجة من الغرفة وأسرعت لنوڤان التى للتو نزلت عن السُلم فأمسكت بيدها بعنف تسحبها خلفها بقوة مما جعل نوڤان تتعثر عدة مرات وكادت تسقط كثيراً

"يا أنتِ هلَّا كُنتِ رحيمة قليلاً أنتِ لا تَجُّرين بقرة" صاحت بها متذمرة ولكن السيدة هيلدا تجاهلتها ودلفت بها للغرفة حيث زين الذي نهض عن مضجعه ممسكاً بقماشة يمسح بها يديه بهدوء وأستدار ينظر حيث مصدر صوتها

"لِمَ كل هذه الجلبة؟" تسائل بجفاء وأمسك بإحدى عبوات الألوان يقربها من أنفه يستنشقها بتركيز وكأنه يتعرف على اللون من رائحته، شردت نوڤان بجمال الغرفة وتصميمها وكم هي تُحسن المزاج المتعكر وتبعث الهدوء والسكينة بداخلها ولم يجعلها تستفق سوى صوته فتذكرت سبب أنفعالها لتعود ملامحها للغضب مجدداً

"ما اللعنة المُدونة هنا هاه؟، لا أنام او أستيقظ سوى بمواعيد محددة!، لا أخرج دون إخطارُك، لا أفعل شئ بالمنزل أو أذهب لأي مكانًا به دون اخبارك، أُنفذ كامل أوامرك دون تذمر أو أعتراض، لا أتناول الطعام بدونك، لا أخرج من المنزل بدونك، أُحادثك عن أدق تفاصيل حياتي!، غير مسموحاً لي بالمواعدة أو الزواج!، غير مسموحاً لي بفض العقد حتى وإن كان للضرورة!، واللعنة ما هذا بحق الجحيم؟، أنا لستُ خادمتك أو جاريتك لتتحكم بي كل هذا التحكم واللعنة هذا عقد أحتكار وليس عقد عمل"

رسامي الأعمى || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن