يوميات عائلة رسامي -٣-

248 19 61
                                    

~ميِّزني إن أستطعت~

تجمعن الفتيات بغرفة الجلوس يتابعن درامتهن المفضلة مستغلين عدم وجود الذكور ونوم السيدتان

ضمت نوڤان ساقيها لصدرها تتنهد بعمق للمرة المائة منذ أن جلسن، ألتفتت لها تورا رافعة حاجبها بتعجب مُلاحظة تنهيداتها من البداية لتعتدل بجلستها واضعة كوبها ذو صورة تاي على الطاولة وقامت بخفض صوت التلفاز

أستدارت رينا تحدق بها بتذمر "لماذا؟" استنكرت بعبوس فأشارت تورا نحو نوڤان "لأجلها، نوڤ ماذا بكِ؟، لا تبدين منتبهة منذ جلوسنا معاً" سألت تورا بأهتمام وقلق

مما جذب أهتمام رينا وحدقت بنوڤان بترقب وأستفهام، تنهدت الأخيرة تلتفت لهن "لا أعلم، مؤخراً كان زين غريباً" أجابت بهدوء فأنتبهن الفتاتان أكثر "ماذا تعني؟، أهو يتعامل ببرود؟" تساءلت رينا بأنفعال مما جعل تورا تقهقه بأنكتام

"لقد أيقظتي النمر من سباته، طمأنيه قبل أن يفتك بحبيب قلبكِ" سخرت تورا بمكر لتعتدل نوڤان سريعاً

"أهدئي رين، هو لم يصبح بارداً بل يتعامل معي بكل ود وحب ولطف" بررت نوڤان سريعاً تتجنب أنقلاب رينا متذكرة ما سببته لجورجيا فقط لأنها دفعت يد تورا

هدأ أنفعال رينا لتعود للجلوس مجدداً "ماذا حدث إذاً؟" سألت بنفاذ صبر وكذلك تورا نفذ صبرها "زين يبدو غريباً من ناحية تميزي، أعني لقد أصبح يُجالس لوحاته أكثر مني مؤخراً، والأسوأ أن مرات عديدة حينما أكون واقفة قرب خادمة يأتي ليمسك يدها بدلاً مني وسرعان ما ينتفض عندما يجدها ليست يدي، أخشى أنني فقدت تميُّزي لديه"

شرحت لهن بحزن تتنهد بهم، ألتزمن الصمت تتبادلن النظرات بغير تصديق فزين لم يكن هكذا، أهو ذات الشخص الذي كان يُجلسها على فخذيه حينما يبدأ بالرسم

أخذت تورا الكوب لتحتسي منه بهدوء بينما تنخرط بتفكيرها بالأمر، أما رينا فلقد أندفعت تتحدث دون تفكير ولو للحظة بحديثها "ما رأيكِ أن أُطلق مارك وشارك عليه؟" صاحت بحماس وأستعداد لفعل ذلك

وقف المشروب بحلق تورا بصدمة لتسعل بقوة شاهقة واضعة الكوب جانباً لتهرعن لها يحاولن التخفيف عنها وأحضرت رينا الماء لها سريعاً لتحتسي منها بهدوء

لهثت بقوة تضع يدها على صدرها وسرعان ما ألقت الوسادة على رينا بقوة "أأنتِ مجنونة لتحضري أشقائكِ لزين لأجل فقط أهمالاً بسيطاً منه تجاهها؟، تريديها أن تنهار عندما تراه مكسوراً بالمشفي؟" وبختها صائحة بحدة

فتراجعت نوڤان بعيداً عنها لخوفها من حدة تورا، هي تجلس بين شرستين حقاً وهذا يرعبها أكثر ويُندمها على الحديث عن الأمر من الأساس

رسامي الأعمى || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن