الحلقة الأولىٰ.

1.7K 76 41
                                    

الحلقة الأولىٰ: ابن عمي.

«كافيتريا موكا - الهرم».
الساعة ٠١:٠٩ عصرًا.

لم يكن من السهل علىٰ صاحبنا التعامل مع الأمر كأنه لم يحدث، أو تركه يمر مرور الكرام، فبالرغم من محاولاتنا العدة لإثبات أننا جامدون، أوتادًا لا يهمهم تلک العادات الذكورية الشرقية.. إلا أننا كُلما حاولنا كُلما ظهر لنا جانبًا مظلم يتغذىٰ علىٰ الغيرة والشعور بالخوف علىٰ مَن نحب!

أحد أهم العصور التي نتحدث عنها بالغالب هو العصر الحالي، عصر السرعة، تلک التطبيقات المختلفة التي لا تنفک تظهر لنا من الحين للآخر مُنذ أن بدأت القشة التي قطمت ظهورنا جميعًا؛ والتي كانت الحاسوب!

نحن نتحدث علىٰ طرفًا ثالثًا يشاركنا مَن أحببنا، آلاتٍ لا تشعر ولا تحس، تتدخل في مشاعرنا تجاه من نُحب، وكأنها حَمامًا زاجلًا.. ولٰكنها ليست كذٰلك!

وبالرغم من عظمة الرغبات والأفكار التي كانت مخططة لأن تحدث باستخدام كل تلک التطور.. لا تزال العقبات الصغيرة تتواجد أحيانًا.

فمثلًا، في حالة صاحبنا.. كانت العقبة هنا في هذا الايموچي الأزرق ذو الإبهام المرفوع المدعوّ بالـ(لايك)، والذي ألقاهُ أحدهم علىٰ صورة ما رفعتها تلک التي يأبه لأمرها..

فكان الأمر بالنسبة له مصيريًّا..!

- سرحان في إيه يا بيه؟

صدرت من وراء ظهره، فالتفت بسرعة ليجدها مَن كان ينتظرها؛ مَلک الراوي، صاحبة العام التاسع عشر، والجسد المخضرم، لاتيني السلالة، والشعر البُني، والعينان السوداوتان.

كانت تضع يديها علىٰ خصرها بوضعيه يدعوها علماء لُغة الجسد بـ«وضيعة جناح الدجاجة»، والتي أحيانًا تستخدم لتعريض الجسد، مما يترتب عليه شعورًا لا إراديًّا بالثقة في الذات.

- اتأخرتي ليه؟.. أنا كنت همشي.

بادرت بالرد بناءً علىٰ استنتاجها الصادق بنبرة معتادة علىٰ المزاح والاستخفاف بكل ما هو جاد:

- يا سلام، شوف إزاي!.. وإنت تقدر تعدي يوم من غير ما تشوفني يا أستاذ؟!

قال كمَن يُحاول مواراة أنه قد كُشف:

- أيوة، لمَّٰ بكون مطبق في المكتب.
- برضه كداب! لإنک بتراقب صوري عَٰ فونک.

لقد حُصر بخانة الـ«يَک»..!

- همم! قولّي، كُنت سرحان في إيه؟

سمحت لنفسها بالجلوس أولًا، دون أن يسمح هو لها، ثم قالتها بعد أن جاورته المجلس، مخترقةً كل معاني المساحة الشخصية له.

حاول مواراة ما لديه..

- مفيش.
- اشتريت أنا كدة؟! المفروض يعني أصدقک!
- قولت مفيش يا مَلک!

موکا || Mochaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن