الحلقة السابعة.

154 23 8
                                    

«غرفة تقي».
مساء اليوم عينه.

نراه خارجًا من الغرفة وقد أعدَّ كوبًا من الشاي ليتناوله على حافة سطح تلک العمارة التي باتت مأواهُ الحالي من رجال الأمن.

بات متواريًا بجعبة أكثر الناس الذين يقنتهم بالبلد، يا لها من ظروف!

احتسىٰ رشفتين من لدنه قبل أن يتذكر آخر ما قالته آخر آشعة للشمس علىٰ الأرض، أجمل مَن رأت عينيه، تلک الأنسة التي امتازت بمواصفات الفتاة المثالية من منظوره.

كم كانت جميلة!

-... تعالىٰ إنتَ بس والباقي سهل.

ابتسم من كم سذاجتها آنذاک، ومن سذاجته التي أتاحت للقدر فرصةً في تفرقتهما..

- يا حبيب قلبي باباكي مش هيقتنع بإللي هقولهوله ده، أنا لا جاهز، ولا ليَّٰ أهل يقفوا في ظهري، وحتىٰ شغلانتي مش مستقرة.
- يا تقي بابا كل يومين بيقابلني لعريس شكل، عاوز يخطبني قبل ما أخلص الجامعة!

تذكر مع رفعه لكوب الشاي نحو فمه كيف رفع فنجان الموكّا وقتها نحو فمه بغيظٍ مكظوم، قبل أن تكمل تلک التي عقدت يديها من أمامها علىٰ المنضدة آخر ما لديها:

- يا حبيبي بابا بيحبني، ولمَّٰ هيعرف إني بحبک وإنک إنتَ كمان بتحبني مش هيكسرلي خاطري، ده غير هوَ عارف كويس بوصية ماما-الله يرحمها- قبل ما يتجوز تاني.

صمت قليلًا.

- إنتي مش قولتيلي قبل كدة إن أبوكي راجل حكومي وموظف؟! يعني راجل عملي، مستحيل يآكل معاه الكلمتين دول!

قالت بتعشم بعد أن التقطت إحدىٰ يديه:

- بس عشان خاطري تعالىٰ.

أومأ برأسه علامة الإيجاب.

- حاضر.

***

- إنتَ قولتي إسمک بالكامل إيه؟

كانت تلک هيَ الجملة التي قابله بها ذٰاک النرجسي المجنون بالعظمة، نحن نتحدث عن الضابط الأشهر من النار علىٰ العلم؛ إنه أمين مختار!

تنحنح تقي قبل أن يرد:

- تقي الدين عمران يا باشا.

وقد قالها بكامل حسن النية، لم يكن بباله قط أن يكون هناک سرًّا وراء هذا السؤال.

- اممم.. طيب، أنا هفكر في كلامك وهبعتلک تيجي نكمل كلامنا بعدين.

لم يكن يدري تقي أيفرح أم يحزن من ردٍّ كهذا!.. ولٰكنه في كلتا الحالتين كان لينتهي به الأمر تاركًا المكان، مودعًا صاحبه.

وما إن خرج حتىٰ حضرت مَي!

- هاه يا بابا، إيه رأيک فيه؟

رمق لهفتها وابتهاجها من الحديث عن تقي، فسأل مستنتجًا:

موکا || Mochaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن