الحلقة الثامنة: ثأر غير مُستحق.
«بالطريق إلى المطار».
الساعة 10:00 مساءً.
بدأت إمارات القلق تبدو على وجه رانيا في حين غفلة واضحة من ذلك الذي كان هوَ الآخر قلِقًا.. ولكن مِمّا يُحضره له المُستقبل بالمزيد والمزيد من السفريات، المزيد والمزيد من الهرب.
لقد سئم تقي هذا.
ولكنه لن يتوقف، على الأقل لأجل تلك الجالسة بجواره، تلك التي اختار يوم أن اتفقا على السفر سويًّا للهرب من البلد أن تكون جُزءه الثاني، وإن لم يكن الأمر رسميًّا، وإن لم يكن الأمر عاطفيًّا.
هيَ شريكته، صديقته، زميلته بعمله، المُخططة الوحيدة معه مُنذ أن بدء الأمر، رأت معه الكثير، هيَ رانيا.. هيَ الوحيدة التي أحبّته بصدق!
لاحظ تقي ذلك القلق على وجهها، فالتقط إحدى يديها وقبّلها وقال:
- شوفتي بقى إني هسلّم على نبيل ومش هيجرى حاجة!
هنا لاحظ قلقها، وإن وراته بابتسامة ردًّا على كلامه، فسأل:
- مالِك يا حبيبي؟
- مش عارفة، قلبي مش مطّمن.
فضمّها بداخل أحضانه ليهمس بأذنها:
- رانيا، إحنا هنخرج من البلد ديه وهنبدأ صفحة جديدة خالص، هننسى كُل إللي فات، ومش هيجرى أي حاجة وحشة تا...!!
ليقاطع قوله أن اصطدمت سيارة كبيرة جانب سيارة الأجرة التي هما بها، بقوة وسرعة عالية مُتعمدة، أجبرت السيارة على الالتفاف حول نفسها عدة مرات بوسط الطريق، وبشكل جنوني!
قبل أن تستقر سيارة الأجرة وقد اصطدمت بأحد أعمدة الإنارة الموجودة بالطريق، وقد خمدت بها كُل أشكال وأنواع الحركة.. على الأقل لدقائق.
لحظات من الصمت ما قبل العاصفة،
لحظات من الهدوء والسكون،
لحظات من الإغماء إثر الألم والصدمة!
كان هذا قبل أن يستفيق تقي مُتأثرًا بآلام مُتداخلة بأماكن مُتفرقة بجسده، أهمّها تلك الآلام التي ضربت رأسه، ليكتشف أن ردّة فعله التلقائية كانت أن ألتقط رانيا بداخل أحضانه بمُجرد أن بدء الأمر، هذا ما فسّر أنه لم تُصاب.. على الأقل كما أُصيب هوَ.
أخذ يهزّها وهوَ يوُقظها:
- رانيا، رانيا.. فوقي!
قبل أن تبدأ رانيا بالفعل بإدراك العالم من حولها، فكان أول ما فعلته بمُجرد أن رأت وجه تقي هوَ الاطمئنان، حتى الآن.
- إنتي كويسة؟
- آه، آه أنا بخير.
حاول تقي بعد أن اطمئن لفكرة أن رانيا بخير وأنها الآن إيقاظ السائق، ولكن لسوء الحظ كان أن انغرز بعض زجاج النافذة المُجاورة له برقبته!
أنت تقرأ
موکا || Mocha
Romanceجميعنا نخطط ونضع للحياة وعودًا.. ولٰكن هل تتم تلک الوعود..؟ مسلسل موكا || Mocha تصنيف اجتماعي.. تتحدث عن أولٰئِک الذين يخططون لحياتهم القادمة، قبل أن تتدخل الحياة لوضع معاييرًا أخرىٰ ومقاييس لذٰلک التخطيط الصبياني.