الحلقة السادسة.

132 26 15
                                    

«بيت عائلة الراوي».
الساعة 08:00 مساءً.

كان المشهد دراميًّا إلىٰ أقصىٰ درجة، كم مرة اتفقتَ بها مع الشخص الوحيد الذي وثقت به يومًا علىٰ موعدًا للخطوبة ولم يحضر؟..

وكانت المشكلة هنا أضعافًا، فقد اتفق الحاج راوي مع أغلب رجال العائلة، ومنهم مَن أحضرهم خصيصًا من الصعيد ليكونوا عونًا وسندًا له أمام أولٰئِک الأغنياء..

الأمر الذي جعل تلک التي وضعت من الماكياچ والاكسسوارات والعطور ما يكفي ويفيض، أقول.. الأمر الذي جعلها في قمة إحراجها أمامهم جميعًا.

رن الجرس!

تلحلحت مَلک بسرعة نحو الباب، تردد بنبرة متلهفة:

- دول أكيد هُمَّٰ؟.. الحمد لله، تلاقي الدنيا كانت زحمة بس ولّلا حاجة.

فتحت لتفاجئ بـابراهيم، فقالت بنبرة تمتزج بسعادتها من وقوفه بجوارها في مثل هذا اليوم، وحزنها من أنه لم يكن نبيل:

- ابراهيم!!.. أنا مبسوطة قوي إنک قررت تقف معايا النهاردة، اتفضل!
- نبيل مش جاي يا مَلک!

قالها، فتوقف إثر سماعها كل الموجودين بلا استثناء، وأمام نظراتهم الدباحة اضطرت مَلک لتصنع الابتسام، متلفتةّ يمينًا يسارًا وكأن ما يقال محض تخريف.

- إيه إللي إنتَ بتقوله ده يا ابراهيم؟! إحنا متفقين عَٰ المعاد ده بقالنا يومين!
- مُمكن بعد إذنک أقابل عمي راوي؟!

يتدخل صوت الحاج راوي:

- أيوة يا ابراهيم، هات إللي عندک!
- أنا بعتّ حد من زمايلي يراقب نبيل يا عمي ويسأل عنه، وقالي إنه بيجهز نفسه للسفر، ولمَّٰ روحت اتأكد بنفسي النهاردة الصبح.. لقيتهم فعلًا مسافرين هو وأهله!

ثم أخرج من معه هاتفه ليُري الموجودين جميعًا صورة نبيل، وقد جُبست إحدىٰ قدميه، يتحرک وراء والديه، نرىٰ كذٰلك أن زاوية التصوير كانت متوارية.

التقطت منه مَلک الهاتف لتتأمل الصورة جيدًا، بعينين بدأن في التدميع، وملامح بدأت في التغيُّر.

لم يكن علىٰ الحاج راوي سوىٰ الصمت، فنرىٰ أن ظهره قد انحنىٰ لا إراديًّا، ورأسه قد انتكس أرضًا.

ولمَّٰ لاحظ أحد كُباراء العائلة الموقف العام، اعتذر بالنيابة عن الظروف، قبل أن يأمر كل مَن معه بالتحرک.

-... إحم! أنا بقول إن في سوء تفاهم يا رجالة، علىٰ ما يتصلح بيتهيألي وجودنا ميصحش، ولّلا إيه؟!

ليفاجئ الجميع بصرخة من مَلک:

- لأ!!.. ابراهيم، إنتَ كذاب!

وتبعها أن ألقت الهاتف بوجهه، ثم همت بالتواري عن الأنظار لتدخل غرفتها وتصفق الباب ورائها بمنتهىٰ القوة.

موکا || Mochaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن