الحلقة الرابعة: نوستالڄيا.
«أحد طُرق القاهرة».
الساعة 10:00 مساءً.
نراه يسير بسيارته لأڪثر من خمسة ساعات، دون وجهة مُحددة، دون أن يدري أين يذهب أو ماذا يفعل، ما الذي أتىٰ به إلىٰ هنا بحق السماء؟
إن سألته عمَّ يود بتلك اللحظة أڪثر من أي شيءٍ آخر، لأخبرك أنه يتمنىٰ أن يرجع به الزمان ليتوقف عند النقطة التي تحرك بها من البلد، ليراجع حساباته فيختار أن يبقىٰ بالمكان.
فمثلًا...
* * *
- ... يا نبيل!!
كان نوح..
لقد وصلوا للمطار بتلك السرعة!
وها هيَ والدته تقف عند مدخل الصالة رقم «١»، وبجوارها السائق يضع الحقائب علىٰ حاملة الحقائب.
هل سينتهي الأمر حقًّا..؟
هل ستڪون آخر مرة له هنا..؟
ألن يرىٰ مَلك الحُسن مرة أخرىٰ..؟
أدلىٰ قدمه المصابة أولًا بصعوبة، ثم أخرج عڪازيه ليستند عليهما لمحاولة الخروج من السيارة، وما إذا قامت قدمة اليُسرىٰ بملامسة الأرض فإذ بألمٍ رهيب يداهمه فيمنعه من محاولة التماسك.
تآوه نبيل فالتفت له والديه متعجبان، وبمُجرد أن ذهب الألم قال دون رفع رأسه عن الأرض:
- أنا مش مسافر!
اقتربت مدام چيهان بضع خطواتٍ متعجبة مما سمعته، فسألت مؤڪدة:
- بتقول إيه يا نبيل؟
- قولت مش مسافر!.. مَلك مالهاش أي ذنب إنها تتئذي بسبب أنانية واحد زيي، مهما كان رأيك أو رأي بابا في الموضوع ده يا ماما.. ميهمنيش؛ كُل إللي هاممني بجد مَلك.. عشان بحبها بجد!
ردت بنبرة متبلدة المشاعر:
- حب إيه يابني وهبل إيه؟!.. إنتَ بتتحداني!
- سمّيها زي ما تسمّيها.
رمقته دون رد، ثم فتحت حقيبتها وأخرجت هاتفه وأشهرت به قائلة:
- أنا ممڪن دلوقتي حالًا أڪلم مَلك بتاعتك وأڪد عليها المعاد عادي.
لم يرد نبيل، فقامت بفتح لوحة تشغيل الهاتف أمام ناظري نبيل المُحبطين.
- مش فارقة يا ماما، هيَ هيَ! نفس النتيجة لو أنا اتحرڪت معاڪي دلوقتي، قصتنا أنا ومَلك متخلقتش عشان تستمر، القدر بيقول كدة، القدر إللي خلّاني من عيلة الشوربجي، ابن نوح الشوربجي، واحد من أغنىٰ المُستشارين في مصر، وابن مدام ڄيهان الشوربجي، سيدة المجتمعات الـ«هاي_كلاس»؛ أڪيد مش هتڪون مَلك بنت محمد الراوي زناتي مُناسبة لواحد زيي.
أنت تقرأ
موکا || Mocha
Romanceجميعنا نخطط ونضع للحياة وعودًا.. ولٰكن هل تتم تلک الوعود..؟ مسلسل موكا || Mocha تصنيف اجتماعي.. تتحدث عن أولٰئِک الذين يخططون لحياتهم القادمة، قبل أن تتدخل الحياة لوضع معاييرًا أخرىٰ ومقاييس لذٰلک التخطيط الصبياني.