الحلقة السابعة - الموسم الخامس.

7 2 0
                                    

الحلقة السابعة: وجه غير مألوف.

«كافيه موكا».

الساعة 06:15 مساءً.

نراهما جالسين أمام بعضهما البعض في المكتب الخاص بمُدير المكان الذي حضرا به بآخر مرة باعتبارهما زائران مُتحابان، لطالما جمعتهما ذات المنضدة بالخارج لشهور، لطالما شهَد هذا المكان على حالة العشق التي ربطتهما ببعضهما البعض.

- إيه إللي جابك هنا تاني يا مَلك؟

- إيه السؤال ده؟! أنا جاية كافيه، والمفروض إنك الوحيد إللي عارف إشمعنى الكافيه ده بالتحديد إللي اخترته عشان أشرب فيه موكا.

المزيد من الألاعيب!

لا يزال نبيل يُحاول أن يستطرد منها كُل المشاعر التي باتت مكتومة من بعد ما فعله بها، لا يزال يُحاول مُلاعبتها بنزاهة، في حين تكن هيَ بصدرها ما تكنّه له، كائنًا ما كان.

- من فضلك يا مَلك متلفّيش وتدوري، إنتي عارفة إني بقيت بمتلك الكافيه ديه من ساعة ما رجعت.

فمالت نحوه بناظرين مواجهين كالتي تعلم الجواب قبل السؤال:

- بس هيَ الدُنيا ضيقة قوي كدة عشان تشتري الكافيه ده بالتحديد.. ولّلا الموضوع له حكمة مُعينة في بالك؟!

ردَّ عليها بثبات انفعالي برغم حدّة نبرته:

- سواء الأولى أو التانية ده شيء ميخُصكيش، والكافيه ديه مبقاش زي الأول، لا الذكريات المُرتبطة بيه هيَ هيَ، ولا المالك هوَ هوَ، من الآخر مبقاش ليكي حاجة تيجي عشانها هنا.

أجابت بمكر:

- أعتقد إنتَ بتقول لنفسك كدة كُل يوم، ويمكن ده السبب إللي خلاك تشتري الكافيه من الأساس.

لا رد لديه لهذا.

* * *

زاوية ليست بعيدة عن مدخل الكافيه، نرى بها سيارة الأجرى التي استأجرها تقي وزوجته لبعض المشاوير قبل رحلة الذهاب بلا عودة لخارج البلد، ومن ضمن تلك المشاوير مشوار غاية في الأهمية -على الأقل من منظور تقي-.

فنرى تشكيك واضح على ملامح رانيا وحتى أن الأمر قد ظهر على لسانها:

- يعني هوَ لازم نيجي هنا الأول يا تقي؟! ما إنتَ تقدر تكلمه فون!

- فين المُشكلة في إني أشوف أعز أصدقائي مرة أخيرة يا رانيا؟!

- فيه إننا معروفين دلوقتي، ومفيش أي مجال نجازف.

فما كان منه سوى أن ربت على وجهه وقبّل جبينها ثم طمئنها ببعض الكلمات العقيمة قبل أن يباشر في تنفيذ ما برأسه.

* * *

لا يزال نبيل يتهرّب بالمواجهة، ولا تزال مَلك تتهرّب بالإنكار، فنرى كيف كانت عينيها واضحة مواجِهة، وكيف كانت عينيه مُغتاظه مُستاءة.

موکا || Mochaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن