«أحد محلات بيع الهواتف - مُحافظة الأحمدي».
الساعة 09:15 صباحًا.
يصل صاحبنا إلىٰ المكان سيرًا علىٰ الأقدام تمامًا كما اعتاد أن يفعل طيلة العشر سنوات التي قضاها هُنا مُنذ أن حضر من الهند.
زوهير، الشاب الذي كان علىٰ مشارف الثلاثينات من عُمره، وبعد أن حضر إلىٰ البلد مع أهله وهوَ بالعاشرة من عُمره، إلىٰ محافظة الأحمدي بعد أن كانوا بالقاهرة، بمصر.
فقد اعتبروا الفرصة هُنا أمثل وأفضل من كونها بمصر، خصوصًا، بعد أن تعلم وتمرس زوهير بذٰلڪ المجال الذي بات يعمل به الآن وله به من الخبرة ما يكفي ويزيد.
قام بفتح المحل لوحده ثم دخل ليبدأ في تنظيفه وتأهيبه لبدء العمل.
وبينما كان يفعل وقعت عينيه علىٰ هاتف ذكي تُرڪ بخزانة النقود، كان مُغلق تمامًا، وكان هذا غريبًا في حد ذاته.
-... صباح الفل يا باشمُهندس زوهير!
صدرت من جوار الباب، فأدرڪ زوهير بعد حالته من الشرود المؤقت التي كان بها أن صبي محلّ الفول والفلافل الموجود بالقرب من المنطقة قد حضر كما اعتاد أن يفعل لسنوات، ليسأله عن فطوره اليوم.
- صباح النور يا سعد، هات زي كُل يوم!
- تمام يا باشمُهندس.
* * *
أنهىٰ زوهير فطوره بالتزامن مع وصول زميله، مصريُّ الأصل، مُتأخرًا كعادته، فدخل بعد أن رآها يتوقف قائمًا نافضًا كلتا اليدين ببعضهن البعض.
- زوزو، صباح الفل يا حُبي!
لنتعمق قليلًا بذٰلڪ الدنئ الحقير، ناجي، لن نقول عنه سوىٰ أنه أحد الكلاب البشرية التي تسعىٰ وراء كُل ما ينتهي بالتاء المربوطة، وقد بتطلب الأمر منهم التخلّي عن البعض من المبادئ، وكان هذا بالضبط ما يفعله ناجي!
- صباح النور يا ناجي، متأخر يعني!
- عيب يا زوزو علىٰ فكرة الكلام ده، إنتَ تعرفني بقالڪ كام سنة؟
ردَّ زوهير وقد وصل إلىٰ الحوض الموجود بداخل المحل ليغسل يديه:
-... مش فاكر، بس كذا سنة.
- عُمرڪ في الكذا سنة دول لقيتني جيت بدري؟!.. أومال أنا بسيب معاڪ مفاتيح المحل ليه بس!
أنهىٰ غسل يديه ثم توجه لإعداد فنجانًا من القهوة مُتجاوزًا عن هذا الحوار العقيم للخوض بما هوَ أكثر أهمية عنه.
-... طب مش موضوعنا، خلّينا في المُهم، تليفون مين إللي في الدرج ده؟.. تليفون زبون؟!
التفت ناجي لخزانة النقود ليتأكد أن الهاتف لا يزال بها، فهدأ صدره واطمئن باله بأن وجده حيث نسيه بالأمس، التقطه ليضعه في جيبه ثم التفت لـزوهير المُستعجب ما يحدث قائلًا:
أنت تقرأ
موکا || Mocha
Romanceجميعنا نخطط ونضع للحياة وعودًا.. ولٰكن هل تتم تلک الوعود..؟ مسلسل موكا || Mocha تصنيف اجتماعي.. تتحدث عن أولٰئِک الذين يخططون لحياتهم القادمة، قبل أن تتدخل الحياة لوضع معاييرًا أخرىٰ ومقاييس لذٰلک التخطيط الصبياني.