الحلقة الأولىٰ: خيالات.
استندت تلك التي كانت تتمتع بهندمة عالية تجبر من يجابهها المجلس وإن كان مُنشغلًا لأن ينشغل بها، أقول، استندت بڪلتا يديها علىٰ المنضدة التي كانت تفصلها عمَّن ستوجه له القول التالي..
لتقول وعلىٰ وجهها ابتسامة عريضة اعتادت علىٰ أن تڪون روتينًا يوميًّا مُنخرطًا بمثل تلك المُحادثات:
- ليه اخترت تيجي عندي أنا بالذات؟
- عشان حسيتك هتفهميني.
- وإيه إللي خلّاك تحِس الإحساس ده؟
* * *
هل خُلق ما يُدعىٰ الإرادة المُطلقة، أم إنها مُجرد أسطورة خلقها أصحاب النفوس الضعيفة المُتعطشة لأن تملك كُل شيء، أملًا منهم في إيجاد السلام الداخلي الذي يسعون إليه طيلة حيواتهم البائسة؟
صاحبنا لم يڪن يومًا يظن هذا، كيف لا، وهوَ مضرب المثل لأولٰئِك الذين تم اختيار مصائرهم لهم، سواء كان الأمر قبل ميلادهم.. وهنا ندعوه القدر، أم بعد ميلادهم.. وهنا أعني بأصحاب الأولوية في اختيار الطُرق.
يدعونهم أولي الأمر!
ولَٰڪن هل هذا بمُبرر واضح لك لأن تُسلّم حياتك الڪاملة بمحض إرادتك لشخص آخر؟.. أنىٰ لك أن تسمح لهذا بالحدوث من الأساس؟! أنتَ صاحب القلم الوحيد الذي لم يجف فوق أسطر كتابك الخاص؛ كتاب حياتك!
لم يمر علىٰ احتفال البيت بأڪمله بتلك العروس الجميلة ساعات، إلّا وكان صاحبنا مُختفيًا تمامًا عن البيت بأڪمله.
فقد أفاقت عائلة الشوربجي علىٰ خبر اختفاء النجل الوحيد لهم، نبيل الشوربجي من الوجود وكأن لم يڪن!
- دوّرتي عليه كويس يا روڄي؟!
كانت من مدام ڄيهان الشوربجي، والتي -والحق يشهد- كانت هُناك حُرقة واضحة بنبرتها، وكأنها تشعر تمام الشعور وتعلم علم اليقين أنها لن تراه مرة أخرىٰ، وكأن الأمر لن يتوقف عند مُجرد اختفاءه للوقت الحالي!
- أيوة والله يا خالتو، أنا قلبت عليه أوضته و الدور التاني كله، مالهوش أي أثر!
وضعت ڄيهان كلتا يديها علىٰ فمها لتُحاول منع صوت النحيب من الصدور، ولَٰڪنها عجزت عن منع رؤية روڄينا دموعها الواضحة، في حين تدخل نوح الشوربجي، والذي كان أقل من زوجته قلقًا علىٰ ابنه.
- إهدي بس يا ڄيهان، هيڪون راح فين يعني!؟.. أڪيد نزل يشتري حاجة من برة وراجع علىٰ طول!
التفتت ڄيهان لـنوح وقد اقتربت منه لتقول كالمجنونة، لأول مرة بحياتها:
- هوَ ابنك من ساعة ما جه هنا وهوَ بيخرج من البيت ده لوحده؟!
أنت تقرأ
موکا || Mocha
Romanceجميعنا نخطط ونضع للحياة وعودًا.. ولٰكن هل تتم تلک الوعود..؟ مسلسل موكا || Mocha تصنيف اجتماعي.. تتحدث عن أولٰئِک الذين يخططون لحياتهم القادمة، قبل أن تتدخل الحياة لوضع معاييرًا أخرىٰ ومقاييس لذٰلک التخطيط الصبياني.