الحلقة الخامسة - الموسم الرابع.

13 2 0
                                    

الحلقة الخامسة: 9 ملّي.

«أمام أحد المطاعم السوري - وسط البلد».

الساعة 09:00 صباحًا.

رجع لها نبيل بسندويشَين سوري، فمدّ يده لها بأحدهما قبل أن يبدأ بتناول الآخر، لتقول هيَ له:

- تعرف، المڪان ده عزيز جدًا عليَّٰ!

- أنا أول مرة آجي هنا.

بالطبع لم تخبره بسمة أن سر معزة هذا المڪان بقلبها هوَ أنه المڪان الأول لها مع خطيبها بعد أن بات الأمر رسميًّا بينهما، فقال لها نبيل دون أن يُعير هذا اهتمام.

- إنتي شايفة يا دڪتورة إن الأفضل إننا منروحش العيادة النهاردة؟

كانت قد قطمت قطمة فقالت وهيَ تخفي فمها الذي كان يمضغ:

- مش فڪرة أفضل، بس أنا مش هعرف أتعامل معاك بنفس الاستراتيجية إللي كُنت بتعامل بيها كَدڪتورة قبل ما يحصل إللي حصل، فلازم استغلّ خبراتي المهنية عشان جلساتنا تڪون فعّالة أڪتر.

- «أعطي الماڪينة لمُخترعها!».

- ده مثل صيني؟

- تؤ، ألماني.

رمقته بعينيه فقالت:

- إنتَ كُنت قادر تقول «إدّي العيش لخبّازه» علىٰ فڪرة!

فابتسم.

- ... مش عاوز تتڪلم عن أي حاجة حصلت ليك قبل ما تسافر يا نبيل؟

تبدلت ملامحه قبل أن يمضغ ما بفمه مرة أخرىٰ.

- ... لمَّٰ بقف عند النُقطة إللي بتخص أي حاجة حصلت قبل كُل إللي حصل ده مبفتڪرش غير مواقف مُعينة جدًا، مواقف قليلة قوي بتجمعني بـمَلك، وكإنها بقت مُشفرة، مبفتڪرش غير القُليل جدًا.

- يمڪن عشان إنتَ مش عاوز تفتڪر.

- بالعڪس، أنا بعيّش نفسي علىٰ كام يوم قضيتهم معاها قبل ما يحصل إللي حصل، قبل ما كُل حاجة تروح لحالها.

- أيوة، ده إللي إنتَ بتحاول تعمله، الجُزء الواعي بتاعك بيحاول يوصل ليه، في حين إن الجانب الباطن من تفڪيرك بيمنعك، بيحاول يسيب ليك مجال إنك تعيش حياتك، تڪمّلها من غير ما تفتح أبواب الماضي تاني؛ لإنك عارف كويس من جواك إنها مش هتريّحك.. بالعڪس، هتتعبك أڪتر.

فقال:

- علىٰ فكرة مَلك جَتلي تاني إمبارح.

- شوفت إيه؟

- اتڪلمت معايا عادي، وكإنها غيّرت فڪرتها إللي قالتهالي قبل كدة، إنها عاوزاني انتحر عشان أڪفّر عن ذنبي.

- وإنتَ شايف إيه؟

أومأ برأسه نفيًا:

- أنا شايف إني لازم ألاقيها يا دڪتورة بسمة، أنا مُتأڪد إن التساؤلات ديه هتفضل في دماغي لحد ما ألاقيها.

موکا || Mochaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن