الحلقة العاشرة.

100 22 5
                                    

«مُستشفىٰ الهرم الحكومي».
بعد 45 دقيقة من الحادثة.

نراها وقد وصلت إلىٰ المكان مُتلهفةً، ومعها ابراهيم الذي بدا قليلًا عنها ببضعة درجات، وما إن وصلا حتىٰ سأل صاحبنا موظفة الاستقبال بنبرة ممتزجة بالتنهد:

- الطوارئ، في حادثة عربية وصلت من حوالي ساعة؟!
- دقيقة واحدة يا فندم.

وبتلک الدقيقة التفت ابراهيم لـمَلک وقد وضع كلتا يديه علىٰ وجهها للتهدأة من روعها.

- إهدي يا مَلک، إن شاء الله ربنا هيجيب العوقب سليمة!

لم يكن الوقت مناسبًا لصده أو حتىٰ للرد عليه، فقد انتابتها حالة من فقدان الأعصاب، تملكت منها.

حتىٰ أتىٰ الرد من ممرضة الاستقبال، والتي أكدت أن الحالة بغرفة العمليات تلک اللحظة، وكأن الروح قد دبَّت الأمل بـمَلک مرة أخرىٰ، فتحركت من مكانها قبل أن يلحق بها ابراهيم.

وصولًا إلىٰ غرفة العمليات، والتي كانت مغلقة الأبواب لسببٍ وجيه، فتوقفت مَلک أمام الأبواب تصرخ.

- لأ، بابا.. أمي!! لأ، يا رب والنبي لأ!

لم يكن أمامها مَن ترتمي بأحضانه غير ابراهيم، ففعلت دون أن تُفكر للحظة، وكأن المصائب بها مجالًا للتفكير!

-... بابا وماما يا ابراهيم!!
- إن شاء الله خير، إهدي بس!

***

«إحدىٰ الكافيتريات».
بنفس التزامن.

-... تقي مُمكن اسألك سؤال؟
- مش مرتبط لأ.

قالتها بنبرة جادة قبل أن يأتي الرد بنبرته المازحة، الأمر الذي أحال الأجواء ساخرة فجأة، خصوصًا بعد انفلات ضحكتها، فحاولت تمالک تعابيرها لتؤكد عليه سؤالها.

- تؤ، أنا بتكلم بجد!
- اسألي.
- إنتَ ليه كنت بتعاكس قريبة نبيل؟
- آه، هنبدأ نغير بقىٰ!
- يا تقي أنا مبهزرش، إنتَ مشوفتش نفسک كنت إزاي يومها!

قال بثقة:

- كنت كاريزما؟!
- كنت وقح!
- أَي!

مالت للأمام، فسألت:

- هاه، ممكن تقولي بقىٰ عملت كدة ليه؟

التقط فنجان قهوته، احتسىٰ منه رشفة ثم قال:

- كنت بلفت نظرها ليَّٰ، عشان لو حصل واتعرفت علىٰ أبوها يبقىٰ في سابق معرفة بينا.
- ده الكلام العملي، أنا بسأل عن الكلام إللي بتقوله لنفسک قبل ما تنام.

صمت بينما لا يزال مُعلقًا فنجانه، ثم قال:

- عاوز أعرفه إنه بيحبها، مش زي ما قال.. نبيل بيدّلع، وبيلعب بديلُه كتير؛ أنا عارفُه!
- يعني إنتَ شاكك يكون بيلعب بمشاعر البنت ديه؟!

موکا || Mochaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن