الحلقة الرابعة - الموسم الثالث.

72 12 0
                                    

«بالقرب من الطريق العمومي».

الساعة 02:15 صباحًا.

تلاحظ زاوية رؤيتنا تلڪ التي كانت تركض وكأنها تهرب من الموت، كانت تلهث وكأنها ستغرق، كانت تتلفت ورائها وكأنها مجنونة!

حتىٰ وصلت أخيرًا إلىٰ الطريق السريع، فتوقفت أمام إحدىٰ السيارات آملةً أن تصطدم بها، ليشاء السميع العليم أن تكون تلڪ سيارة الأجرة المسئولة عن توصيل تقي الدين عُمران إلىٰ أحد الفنادق!

صاح تقي الدين بالسائق بأن يتوقف جانبًا:

- ... حاسب!!

وبالفعل، باللحظة الأخيرة قام السائق بتفادي رانيا بسحب المقود يمينًا بشكلٍ خفيف لكي تنقلب بهما السيارة.

وبعد عدة مُحاولات من السائق للسيطرة علىٰ السيارة مرة أخرىٰ وإيقافها، نجح أخيرًا في هذا، فكانت الفرصة المُناسبة لـتقي للتأكد بأنها هيَ التي يبحث عنها، صُعق بمرآها وقد صُعقت هيَ الأخرىٰ:

- رانيا..؟!

- تـ، تقي، تقي!!

قالت الأولىٰ بدافع الصدمة، وقالت الثانية بدافع البهجة، لقد وجدت مُنقذها أخيرًا، بالرغم من عدم تدخله بأي شيء من آخر عملية إنقاذٍ حدثت لها.

وأمّا عن رانيا فلم تشعر بنفسها وهيَ تهرول ناحيته لتُلقي نفسها بداخل أحضانه، وأمّا عن تقي فلم يشعر بنفسه وهوَ يخلع عنه ثوبه ليُلبسها إياه، لمواراة ما فُضح من جسمها لقلة ما كان يستره وقتها.

وكأن الكون بأكلمه قد ضاق عليها، فلم يكن أمامها سوىٰ أحضانه!

- ... إنتي كُنتي فين؟

- أنا مش قادرة أتكلم دلوقتي يا تقي، أنا عاوزة أنام!

فتحرك بها متوجهان نحو سيارة الأجرة التي كان قائدها قد خرج منها ليطمئن عليهما، وما إن استقلا السيارة حتىٰ أمره تقي بالتحرڪ.

* * *

«أحد فنادق مدينة الأحمدي».

بعد بضع دقائق.

كان تقي قد قام بتغيير وجهته التي كان يود أن يوديه إليها سائق سيارة الأجرة لأحد الفنادق التي يعلمها جيدًا ويثق بها، فقام بحجز غرفة مزدوجة بعد أن أخرج تلڪ الوثقة المزورة لزواجهما، كان لا يزال مُحتفظًا بها..!

وبالفعل، قام بها متوجهان إلىٰ الغرفة، فدخلتها وكانت وجهتها هيَ السرير ولا مكان آخر، خلعت عنها الذي كانت ترتديه وتركت نفسها علىٰ السرير وكأنمها فقدت الوعي!

وأمّا عن تقي فقد تحرڪ نحوها ليغطيها بأحد اللحافات الموجودة بالغرفة، ثم تركها علىٰ حالها توجه ليطلب لنفسه من خدمة كوبًا من الشاي.

موکا || Mochaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن