الحلقة الثامنة - الموسم الثالث.

38 10 6
                                    

«الساحل الشمالي - أحد الشاليهات التابعة لأمين مُختار».
الساعة 06:12 صباحًا.

- ... إنتَ كُل ده كُنت صاحي؟!

تفاجئ بتلڪ الجُملة تصدر من وراءه، حيث كان جالسًا بالقرب من البوابة المُطلة علىٰ البحر من داخل الشاليه مُباشرةً، بعد أن اطمئن مُنذ حوالي نصف ساعة أن الأجواء هادئة تمامًا، فقرر الجلوس والشرود بصفاء البحر قليلًا.

التفت لها أولًا بعد أن تأكد أنها هيَ، وأنه لم يُخطئ في تمييز صوتها، قبل أن يرجع مرة أخرىٰ إلىٰ التركيز مع البحر، قبل أن يُردد:

- ... أنا جاي أشتغل ولّلا جاي أنام؟!

أدنت منه قبل أن تجلس بمكان ليس ببعيد عنه، بالطبع بعد أن ضمت الفستان الذي كانت ترتديه علىٰ قدميه أولًا، فقالت:

- ... بس إنتَ كدة مش هتعرف تشوف شُغلڪ!
- أنا فعلًا بشوف شغلي، ولّلا شغلي حاجة تانية غير تأمينڪ؟!

تحاملت علىٰ نفسها لترد:

- ... لأ، أنا قصدي إنڪ مش هتعرف تكمل كدة، محدش عارف الظروف مُمكن ترسىٰ بينا علىٰ إيه، لازم تكون مركز!

تأملها لبرهة قبل أن يقول:

- ... أنا مش محتاج غير فنجان قهوة بس، وهبقىٰ تمام.

رفعت كتفيها قبل أن تُشير نحو الشاليه.

- ... في قهوة جوة لو عاوز تعمل.

فوجده عرضًا كريمًا، وجب قبوله، وما إن تحرڪ حتىٰ لحقت به، فتوقف ليتأملها مُستعجبًا:

- ... إيه، هتكون مطمن عليَّٰ وأنا هنا لوحدي؟!

قالتها له بتعجب، فأخذ نظرة عابرة علىٰ الشاطئ الفارغ تمامًا من المارة أو حتىٰ القاطنين، لتؤكد هيَ:

- لا يطلع قناص كدة ولّلا كدة يقتلني!

«يبدو أنڪِ تمزحين معي!».

* * *

«المطبخ».
بعد دقائق.

- ... يعني إنتَ عاوز تقنعني إنڪ متجوز من رانيا عن حُب!

التفت لها مُستعجبًا السؤال، قبل أن يؤكد مُشيرًا إلىٰ الأمر ذاته:

- ... إنتي لسة زي ما إنتي يا مَي، لسة متغيرتيش!

ابتسمت قبل أن تسأل:

- ... ديه حاجة حلوة ولّلا حاجة وحشة؟!
- مش هتسأليني الأول زي ما إنتي إزاي؟!
- طب زي ما أنا إزاي؟
- ... إنتي فاكرة إنڪ محور الكون، كُل حاجة بتلف حواليكي، و ديه مش حقيقة!

ابتسمت مرة أخرىٰ بكبرياء، قبل أن تدنو منه مُرددة:

- .. إنتَ إتجوزت رانيا عشان تغيظني يا تقي! وإلّا مكونتش جيت بيها البيت وإنتَ ملبّسها أشيڪ حاجة مُمكن تلبسها في حياتها، لمُجرد إنڪ تورّيلي «أنا» إنڪ إتجوزت وإنڪ مش مُمكن تبُص ليَّٰ!

موکا || Mochaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن