الحلقة الثانية - الموسم الخامس.

8 2 0
                                    

الحلقة الأولىٰ: دَين لم ينقضي.

«في الطريق إلى المطار».

- ... هتفضل ساكت كدة طول الطريق؟!

وكأنها لم تكن تحدثه هوَ، على الأقل هذا ما بدا على ملامح وجهه التي لم تكن مُنتبهة فعليًّا إلّا بالطريق، أمّا ذهنيًّا فقد نتهمه بما هوَ مُغاير، ففي النهاية تقي الدين يعلم جيدًا أنها ستكون المرة الأخيرة له التي سيرى بها ميّ؛ فقط إن جرى الأمر على نحو سار.

فعقدت يديها أمام صدرها وقد التفتت للطريق هيَ الأخرى كنوع من أنواع الغيرة منه، لتقول:

- أنا مكونتش عاوزاك تيجي معايا عشان خايفة من الطريق، أو عشان أعداء بابا إللي مستنينّي على باب المطار زي ما إنتَ فاهم.

- وهوَ مُمكن يكون في احتمال تاني؟!

قالها بنبرة أرغمتها على النظر إليه، ليُلاحظ لمعان يؤكد أنها على شفى رمشة من التدميع، ولكنه تمالك نفسه قدر المُستطاع، فقال:

- ... كُل حاجة معاكي ولّلا هنحتاج نعدّي عَ البيت الأول؟!

يا له من ماكر!

* * *

«إحدى شُقق الدقي».

بذات التوقيت.

ها هوَ مُستلقيًا على سريره، شاردًا بالفراغ من أمامه، يتأمل مشاهد لا يراها غيره بالسقف، وكأن الحياة قد انتقلت به بضع شهور للوراء، بالمرة الأولى التي رأى بها تلك الجميلة ذات العينين البُنّيتين، ذات النظارات الكبيرة، ذات الجسد المائل للقِصر منه إلى الطول، ذات الشعر المُجعد.

كم كانت جميلة، كم كانت بريئة!

لتطرق عليه روڄاينا باب الغرفة استئذانًا قبل أن تدخل بضع خطوات نحو سريره، فما كان منه سوى أن اعتدل في نيمته ليستند بظهره على ظهر السرير، وقد انتظرها أن تقترب أكثر مثلًا.

- .. مالِك، واقفة عندك كدة ليه؟

- أدخل إزاي، إحنا مفيش بينا حاجة، وعلى فكرة إنتَ نسيت إني مينفعش أنام في أوضة واحدة معاك، كُل إللي كان شاغلك السنيورة إللي نايمة ومتجعلصة في الأوضة التانية مِـ...!

قاطعها وقد تذكر هذا فعلًا:

- خلاص، خلااص! أنا فعلًا مخدتش بالي، يمكن عشان كلامك إللي إنتي قولتيه شتتني، إننا متجوزين والكلام الفاضي ده!

- «الكلام الفاضي ده»؟!

- روڄاينا، إحنا فعلًا لحد اللحظة ديه مش متجوزين.

وكأن تذكيره لها بالحقيقة قد ضايقها، فصمتت، قبل أن يأخذ هوَ وسادة واحدة من على السرير معه متوجهًا إلى الخارج.

- هتعمل إيه؟

- هنام برة، مش مينفعش ننام في أوضة واحدة؟!

- لأ، استنى.

موکا || Mochaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن