الحلقة الثالثة: سفرية مفاجئة.
«منزل عائلة الراوي - غرفة راوي».
منتصف الليل.طرقت مَلک باب الغرفة فأذن لها والدها بالدخول، لتظهر له مضمومة الكتفين، مُطأطئة الرأس، علىٰ ملامحها ابتسامة عامرة خجولة بعض الشيء.
استقرأ راوي تلک البهجة التي علىٰ ملامحها من أول خطوة لها نحوه، فانتظر أن تُحدثه بما لديها، جلست بجواره حيث كان علىٰ سريره يستعد للخلود إلىٰ النوم بطقوسه المعينة المتمثلة في مُراجعته لحسابات البيت وشركة قطع غيار السيارات التي يُديرها شِركًا مع أحد الشيوخ.
- بابا، أنا عاوزة اتكلم معاک في موضوع.
- عارف، يلّلا اتكلمي.بنضجٍ ورزانة وابتسامة علىٰ شفتيه، قام راوي بتشجيع ابنته وحثها علىٰ التكلم.
- ... بصراحة، في حد طلب إيدي النهاردة.
صمت لثوانِ ثم أجاب:
- تعرفيه؟
- آه، عرفته في الجامعة.
- من إمتىٰ؟خجلت.
- بقالي.. بقالي بصراحة سنتين.
- طب وهو صح تعرفي شاب لسنتين من غير ما تقولي لبابا؟!وكأنه فتيل الاعتراف يشتعل بتلک الكلمة!
- والله يا بابا أنا مكونتش عاوزاک تشيل همي، أنا عارفة إنه مكانش بيلعب، هو بس كان مستنيني أخلص دراستي.. أو استقر في كلية.
- من غير حلفان!
- بالله عليک بس إديله فرصة!.. هو شاب شاطر ومجتهد، ومن طبقة اجتماعية محترمة.
- وإيه إللي خلاه يغير رأيه ويطلب إيدک دلوقتي؟طأطأت رأسها مجددًا:
- بصراحة، لمَّٰ عرف موضوع ابراهيم قلق لاضيع منه.
- هو إسمه إيه؟
- نبيل نوح الشوربجي.تبدلت ملامحه فجأة:
- نوح الشوربجي؟!
- آه، حضرتک تعرفه!استحالت ملامحه لأول مرة مبتسمًا منذ عقد الحوار، فقال وقد تراجع للوراء برأسه:
- إلا اعرفه!.. أستاذ نوح الشوربجي اترافع عن جدک في الوقت إللي كُنا كلنا فيه محتاجين محامي شاطر، في قضية الاختلاس اللي اتلفقتله زمان، واتنازل عن أتعابه لمَّٰ عرف حالنا...
ثم قال:
- ... الواد ده أكيد فيه من شيم أبوه!
ثم التفت لها، فقال:
- أنا مش هزعل منک عشان صارحتيني يا مَلک، بس بعد كدة متخبيش علىٰ بابا حاجة مهمة قوي زي ديه.
- ونبيل يا بابا..؟
- قوليله بيتي مفتوحله في أي وقت.فانفجرت مَلک من السعادة قبل أن ترتمي بأحضان والدها.
- يا حبيبي يا بابا!
- يا روح قلب بابا!
أنت تقرأ
موکا || Mocha
Romanceجميعنا نخطط ونضع للحياة وعودًا.. ولٰكن هل تتم تلک الوعود..؟ مسلسل موكا || Mocha تصنيف اجتماعي.. تتحدث عن أولٰئِک الذين يخططون لحياتهم القادمة، قبل أن تتدخل الحياة لوضع معاييرًا أخرىٰ ومقاييس لذٰلک التخطيط الصبياني.