الحلقة الرابعة: ممنوع من السفر.
«طائرة الرحلة رقم ١٢٠ - جمهورية الكويت».
الساعة ١٠:٣٠ صباحًا.
فُتح الباب ليدخل مقدمًا من الأمن الوطني، يرتدي زيًّا مَلكيًا؛ مَدنيًا، مكونًا من بذلة كحلية وقميص أبيض وربطة عنق ممتزجة الألوان بها ألوانًا قاتمة.
لحق به مجموعة من ضباط المطار والأمن الوطني، والذين جعلوا للأجواء بعضًا من الإثارة والقلق لمُجرد دخولهم.
وبالرغم من تلک الأجواء التي بدت في غاية التوتر إلا أن أحد المسافرين كان يصيح بآخر:
- إنتَ إللي نزلت شنطتي من مكانها فوق؟!
- في إيه يا عم، أنا كلمتك؟!
كان هذا من المسافر الآخر للمسافر الأول، والذي اتضح أنه نبيل!.. فكان رد فعله غريب مقارنةً بمجرد حقيبة حُركت من مكانها..
إذ داهمه نبيل منقضًا عليه من فوقه وقد أخذ يضربه ويلكمه بسببٍ وبدون سبب، وقد صاح:
- أنا أصلًا يومي كله زفت، مش ناقصة واحد زيک عاوز الضرب!
انتبه المسافرين بمَن فيهم نوح ومدام چيهان لهذا النزاع، فتحركا نحوهما مسرعين، في حين تقدم المقدم لوحده دون مَن معه ليرىٰ ما يحدث.
- نبيل، بس يا ولد؛ بقولك بس!!
كانت من نوح قبل أن يرفعه من علىٰ المسافر المسكين، وبمجرد أن حدث فإذ بـالمقدم يمسكه هوَ والمسافر الآخر.
- إيه إللي بيحصل هنا؟!
- الجدع ده مجنون!.. أنا مكلمتهوش وبيتهمني إني -قال- غيرت مكان شنطته.
- معندهوش ذوق، كان ممكن يستئذنّي وأنا مكونتش هرفض.
بزاوية أخرىٰ من الطائرة نرىٰ ذٰلک الشاب الذي اختفىٰ قبل لحظات من صعود تلک القوات، نراه وقد اختبئ بممر المضيفات.
كما نرىٰ مضيفة تقف عند مدخل الممر لتراقب الأجواء:
- هاه، لسه موجودين؟
- إدّارىٰ إنتَ بس.
وبالعودة لموقع الحادث.
- ممكن أشوف جوازاتكوا..؟
فأخرج كلًا من نبيل والآخر جوازي سفرهما، في حين أخرج نوح الشوربجي كارت النقابة الرسميّ الخاص به مهمهمًا بالقرب من أذني المقدم:
- أعرفک بنفسي يا فندم، نوح الشوربجي، مستشار قانوني و والد نبيل، وبقول لحضرتک إن ده سوء تفاهم مالهوش لازمة يكبر.
تفهم المقدم ما يشير إليه نوح، فقال:
- مش لمَّٰ نسأل الطرفين الأول؟!
قال نبيل:
- يرجع شنطتي مكانها الأول!
- يا باشا ده كذاب!
فقال المقدم:
أنت تقرأ
موکا || Mocha
Romanceجميعنا نخطط ونضع للحياة وعودًا.. ولٰكن هل تتم تلک الوعود..؟ مسلسل موكا || Mocha تصنيف اجتماعي.. تتحدث عن أولٰئِک الذين يخططون لحياتهم القادمة، قبل أن تتدخل الحياة لوضع معاييرًا أخرىٰ ومقاييس لذٰلک التخطيط الصبياني.
