الحلقة الثانية: سوار حريمي.
«منزل عائلة الراوي».
مساءً.كان من السهل واليسير استبيان أن ابراهيم هنا للتقدم لخطبتها، ولٰكنها النفس البشرية؛ تحاول إثبات أنها علىٰ حق وإن كان باطلًا حتىٰ آخر لحظة!
- نعم يا بابا؟
قالتها قبل أن تتقدم علىٰ استعجاب لتجلس بجواره، وبمجرد أن وصلت نرىٰ ذٰلک الشهير بالحاج الراوي يشير نحو ابراهيم قائلًا:
- ابراهيم طلب إيدک مني، وأنا أكدتله إن الرأي الأول والأخير رأيک إنت.
- طلب إيه؟!؟كانت ملامحها التلقائية مفهومة ومتوقعة بالنسبة لـراوي، فبمجرد أن فُتح فمها لترد، وبمُجرد أن سمع أول ما لديها.. إذ به يقاطعها قائلًا لـابراهيم كمَن لم يسمعها أصلًا:
- خلاص؟! آديني بلغتها قدامک أهو يا سيدي، سيبها بقىٰ كام يوم تفكر زي ما اتفقنا، مع ألف سلامة!
قالها قبل أن يقف معه موصلًا إياه لباب الشقة، فعاد لـمَلک معجلًا لإثبات وجهة نظره لها:
- مكونتيش قادرة تمسكي نفسک تلت دقايق لحد ما أمشي الراجل؟!.. علىٰ فكرة ابن عمک كان هيآخد بالُه!
ردت بنبرة ممتزجة بالانفعال والتعجب وبضع براكين أخرىٰ من المشاعر:
- بابا، إنتَ بتهزر؟!.. ابراهيم جاي يطلب إيدي!.. وإنتَ مطردتهوش؟!
قال بنبرة متريثة التعابير والمشاعر وحتىٰ الملافظ، كما اعتاد أن يفعل مع ابنته الكُبرىٰ:
- يا حبيبة قلب بابا، انتي نسيتي إن ابراهيم ابن أخويا؟.. وبعدين الرأي الأول والأخير في الموضوع ده ليكي إنتي، أنا حتىٰ مكانش ينفع استنتج، كان لازم تيجي بنفسک...
فأكمل بنبرة تكاد تضحک:
- بس لمَّٰ لقيتک هتطرديه إنتي بالطريقة كان لازم اتصرف!
تسارعت ضربات أنفاسها، وقد استحالت ملامحها للقلق والخوف من المستقبل، وكان هذا ما لاحظته عيني وقلب والدها، فاقترب منها ليجلس بمكانه قبل أن يطرد ابراهيم بذوق.
- هحح!.. مَلک، إنتي لو مش عاوزة تتجوزي ابراهيم مش هجوزهولک، هو بس شاب شاطر، معاه صَنعة كويسة وأبوه بيبعتله مبلغ محترم أول كل شهر؛ فلازم قبل ما ترفضيه تراعي الكلام ده كله يا حبيبتي.
قالت بعد أن حاولت استيعاب فكرة أن الوحيد الذي دافعت عنه بيدها ولسانها قام لتوّه بالتقدم لخطبتها، فاستغرق منها الأمر دقيقتين كاملتين، قبل أن ترد علىٰ والدها وقد رفعت إحدىٰ يديها نحو فمها كنوع من أنواع التوتر:
- يا بابا أنا...
ومن ملامحها أوقفها والدها ليقول:
- يا حبيبة بابا هو سؤال؛ عاوزاه ولّلا لأ؟
أنت تقرأ
موکا || Mocha
Romanceجميعنا نخطط ونضع للحياة وعودًا.. ولٰكن هل تتم تلک الوعود..؟ مسلسل موكا || Mocha تصنيف اجتماعي.. تتحدث عن أولٰئِک الذين يخططون لحياتهم القادمة، قبل أن تتدخل الحياة لوضع معاييرًا أخرىٰ ومقاييس لذٰلک التخطيط الصبياني.