الحلقة الأولىٰ - الموسم الثالث.

76 11 29
                                    

«بمكانٍ ما - في بلدٍ ما».

بتوقيتٌ مجهول.

الظلام!

لا تتمكن حتىٰ من رؤية يديڪ!

أن تجلس في غُرفةٌ مُظلمة لوقتٍ مُعين فإن هذا يعطي لعينيك قابلية بالتأقلم مع الأمر، و رؤية البعض مِمَّا يُمكنها رؤيته، ولٰكن الأمر كان مُختلفًا في حالة صاحبنا.

فقد قضىٰ أيامٍ دون انقطاع لا يرى شيء، يأكل ويشرب وينام ويقضي حاجته وهوَ معصوب العينين!

ما مرَّ به تقيُّ الدين عمران لا يتحمله أبدًا مَن هُمْ بمثل سنه!

ولٰكنه القدر، يشاء ما يشاءه وما علينا سوىٰ التحلّي بالصبر!

-... المسجون رقم «76»!!

كان صوت الصياح عاليًا للغاية بالرغم من أن المُنادي كان بجوار تقي مُباشرةً، وكأنه يُحاول بث الرعب والرهبة والتوتر ببال باطنه وأعصابه!

ردَّ تقي المُتلجلج والمُتلعثم بعد أن تلفت يمين يسار دون جدوىٰ من رؤية المُنادي وهوَ يرد:

- آء، أيوة، حاضـ، تمام يا فندم!!

- اتحرك يا مسجون، دورڪ!

هرول تقي، أو الذي عُرف بإسم الـ «76» مؤخرًا بسببٍ غير معروف، وكأن الحكمة من تلڪ الفعلة هيَ محو الهوية السابقة.

تحرڪ تقي بالخط الموجه نحوه، فقد تم أمره أن يسير بشكلٍ أمامي وألّا يقف أو يتحرڪ إلّا إذا طُلب منه!

أيُّ عيشةٍ تلڪ التي كُتبت عليه..؟!

حتىٰ وصل بالتلامس إلىٰ مكتب مُنغلق الباب، فأمره المُنادي بالتوقف، وبعد أن فُتح الباب وغُلق مرتين طُلب من تقي التقدم.

تم إجلاسه بعنف علىٰ كُرسي معدني بارد الملمس، خصوصًا، وإن كُنتَ لا ترتدي سوىٰ سروالڪ الداخلي!

هنا حيث يُقولون: «جهنم الله علىٰ الأرض!».

قيل قبلًا أن الغالبية العظمى مِمَّن هُنا موكلين بقياداتٍ هيَ الأطغىٰ عن غيرها، بأن يُخرجون المعلومات مهما تكلّف الأمر، هذا هوَ عملهم الذي يُقدم لهم قوت اليوم، بالتالي... ليس هناڪ ما هوَ أبقىٰ منه!

- عامل إيه النهاردة يا تقي؟

كانت المرة الأولىٰ مُنذ أيام التي يسمع بها إسمه!

تلفت ذات اليمين وذات اليسار كالأكْمَه لمُجرد إيجاد مصدر الصوت، في حين لم يرد عليه ذٰلڪ الذي نطق، فتنحنح تقي خشية أن يُضرب، ثم سأل بنبرة محدودة:

- آء، أنا آسف، حضرتڪ كُنت بتكلمني أنا؟!

ابتسم الناطق بتهكم ثم تنهد:

- هوَ في حد غيرڪ في الأوضة؟!

إن كان مُقدرًا له الرد لكان رد بشكلٍ هجوميّ!

موکا || Mochaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن